الأهم من كل الوساطات، المبادرات الداخلية و الخارجية علي حد سواء; سؤال ماذا نريد نحن؟ الإجابة القاطعة عند كل الديسمبريون هو تحقيق مدنية الدولة الكاملة و إبعاد المؤسسة العسكرية عن الحياة السياسية و التحكم بالبلاد، بمعني آخر أن يقوم كل شخص/جهة بدوره الأساسي كل في مجال تخصصه. هذه المطالب لا ترتبط بأشخاص، أحزاب، أو أي جهة، بل تمثل المرجعية و البوصلة التي يجب أن تسند عليها أي مبادرات لحل الأزمة الحالية، فأي دعوة لحوار يجب أن تكون حول كيفية تنفيذ و تحقيق هذا المطلب. تنازلت القوي المدنية عند توقيع الوثيقة الدستورية في أغسطس 2019 عن تحقيق المدنية الكاملة دفعة واحدة، علي أن تحقق تدريجيا و علي أمل أن يحترم المجلس العسكري الميثاق و كان من الممكن جدا إنجاح ذلك الإتفاق علي علاته و ماجانبه من قصور و الخروج بالبلاد إلي بر الأمان اذا إلتزم الجميع بالعهد دون إراقة المزيد من الدماء و العبث بأمن السودان و أمانه. أما الآن فإنه ليس من العدل أن تطالب قوي الثورة بتقديم ذات التنازلات مرة أخري بل ليس مقبولاً من الأساس، فلايمكن تجريب المجرب مع توقع نتائج مختلفة، و بعد أن سالت المزيد من الدماء العزيزة. مدنية قرار الشعب… #بناء_السودان_الذي_نريد #المجد_للشهداء_في_عليائهم