بشير اربجي تعددت تصريحات قادة الانقلاب من عسكريين ومدنيين ضد التدخل الأجنبي كما يزعمون، فقد خرجت عضو المؤتمر الوطني البائد ومقدمة برنامج ساحات الفداء السابق سلمي عبد الجبار، المسماة كناطق رسمي بإسم مجلس السيادة المختطف تدين التدخل الأجنبي، وتبعها بعد أيام قليلة أعضاء حزب المؤتمر الوطني البائد حينما تظاهروا (بعد أن تم دفع التكلفة لهم) أمام مقر بعثة الأممالمتحدة المتكاملة بالسودان، وهتفوا ضد رئيسها فوكلر بيرتس كثيرا باعتباره محتل أجنبي يتدخل فى الشأن الوطنى، لكنهم غضوا الطرف تماما عن قائد الانقلاب وقائد الدعم السريع في علاقتهم الممتدة مع إسرائيل، ولم يتحدثوا كذلك عن سيطرة الإمارات العربية المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية على قائديهم المبجلين بنظرهم، كانما التدخل الأجنبي يحرم حينما يكون من الأممالمتحدة فقط لا غير، ولم يوفر برهان نفسه زمنا عقب التمهيد الذي قامت به مقدمة برنامج ساحات الفداء الكيزاني، وبعد أن قام أعضاء حزبها بحركتهم تلك مدفوعة الأجر، قام هو الآخر بعد أن ارغي وازبد بتهديد البعثات الدبلوماسية ومن ضمنها البعثة الأممية متهما إياها بعدم الإلتزام بالأسس كما قال، وإن تجاوزنا عدم التزام البرهان نفسه بالعهود والمواثيق، وانقلابه على الوثيقة الدستورية الحاكمة وتقويض الحكم المدني الديمقراطي، فإننا سنجد حملة متناغمة قام بها العسكر وحزب المؤتمر الوطني البائد وكوادره التي عينها برهان، أو التي يرمي لها حميدتي بالفتات من أموال الذهب والماشية السودانية، وهم يقودونها كما اعتادوا على ذلك منذ أن كان المخلوع متواجدا بالسلطة يشعل الحروب ويحرق القري يمينا وشمالا. ومهما بلغت هذه الحملة المدفوعة من مبلغ بقوة الدفع المالية والغطاء السياسي، فهي تظل حملة كذوبة مثلها مثل الحملة التي قادها برهان وحميدتي سابقا لتقويض الحكم المدني الديمقراطي، بدعاوي سوء الأحوال الإقتصادية وما تبعه من تمثيليات الانقلابات العسكرية حتى قام بانقلابه الحقيقي، بمعاونة حزب المؤتمر الوطني البائد والمليشيات المسلحة بالبلاد، وهي حملة لا تجد أي سند من الشعب السوداني المفجوع فى أبنائه من قبل البرهان وحميدتي وتابعيهم من الانقلابيين، ولن تنطلي على أحد من أفراد الشعب السوداني ليصدقها، فمن يخشي على بلاده لا يمنح مواردها للشركات الروسية والإسرائيلية ولا يدخل الموساد لمنظومته الدفاعية، ولا يسمح للشركات الأمنية بتهريب موارد البلاد لمصر عبر الطريق البري ويأخذ مقابلها الأموال ويودعها بحسابات خارجية، ومن يريد الحفاظ على السيادة الوطنية ويقف ضد التدخل الأجنبي لا يقوم بالدفاع عن مصالح الخليج ويترك أرض حلايب بيد العميل السيسي، لذلك هي حملة من أجل تماسك الانقلابيين الداخلي بعد أن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وصاروا منبوذين حتي داخل عائلاتهم من قائد الانقلاب وحتى أصغر عميل يريد أن يبيع البلاد مقابل شهواته وملذاته ونفسه الدنيئة، ومهما فعلوا لن يقف أبناء السودان بالخارج ولا العالم الحر يتفرجون عليهم يقتلون الثوار السلميين كما كان يفعل قائدهم المخلوع، وحتى لو اغلقوا البلاد مثله فانهم لن يستطيعوا وأد هذه الثورة المجيدة، ومهما ارتكبوا من مجازر لن ينجوا ولا يمكن للسلاح أن يوقف سير الشعب السوداني نحو الحرية والسلام والعدالة. الجريدة