رحم الله الطفل الغرير ريان وربط علي قلب والديه وألهمهم الصبر والجلد وهم يودعون فلذة كبدهم ذو الخمسة أعوام.. والعزاء موصول للشعب المغربي الكريم و لكل من تابع مأساة ريان من شعوب الأرض المحبة للخير . مذ أن إنتشر خبر سقوط الطفل ريان في غيابة الجب ، تعلقت كثير من الأفئدة داخل البئر في وحدة عاطفية قل أن تحدث في عالم التوحش والشر الذي نعيش فيه.. ظلت الأعين تدمع والقلوب تهفو و الأيدي ترتفع تلهج بالدعاء ليخرج ريان من محبسه سالمآ .. ظلت قنوات التلفزة من مختلف أنحاء العالم تنقل علي مدار الساعة مجهودات فرق الإنقاذ في الوصول إليه وإخراجه معافي وغانمآ .. ولكن مشيئة الله كانت هي الأمضي وصعدت روحه الطاهرة البريئة إلي جنات النعيم ، مخلفة حزنآ ودمعآ في قلب وعين كل نفس سوية أوجعتها محنته. كل من تابع هذا الخبر المؤسف، رأي كيف تعاملت السلطات المغربية مع الحادث الأليم .. تم تكوين فريق إنقاذ مختص .. الملك يتابع الوضع علي مدار الساعة .. السلطات تستعين بخبراء من ذوي التخصصات في التربة والفيزياء من داخل وخارج المغرب .. فريق طبي متكامل يرابط جوار البئر.. طائرة عمودية ملكية مجهزة تحت الطلب في القرية المنكوبة.. مواطنون من كل أنحاء المغرب جاءوا تضامنآ مع أسرة ريان .. نبأ وفاته يعلنها الديوان الملكي .. والملك يتصل معزيآ ومتعاطفآ مع والدي ريان .. وتجري تجهيزات رسمية لمراسم مواراته الثري. ما أن ندير المؤشر نحو بلادنا المنكوبة ، حتي نري أمرآ نكرآ .. بلادنا يجلس علي رأس سلطتها جنرالآ فاسدآ .. يقوده ويسانده زنيمآ قاتلآ . ومعهم بعض من فتات البشر ممن يسمون زورآ وبهتانآ وإفكآ بحركات الكفاح المسلح ، وما هم إلا لوردات ومجرمي حرب يعوزهم الحد الأدنى من الأخلاق والقيم .. يقتاتون علي دماء الأبرياء .. يتلذذون برائحة الموت و الدم .. وما حملوا السلاح إلا لأسباب لا علاقة لها بالنضال أو الخير . ولن يستكينوا حتي يحيلوا البلاد خرابآ وحرضآ .. ستا وسبعون روحآ بريئة أزهقتها القوي الإنقلابية قنصآ بالرصاص لأطفال وبنات وشباب السودان منذ إنقلابهم المهزوم المشؤوم .. إعدام بدم بارد وخارج نطاق القانون .. وأضعافآ من الجرحي .. ثم يلاحق القتلة الفجرة ضحاياهم داخل المستشفيات ضربآ وترويعآ وخطفآ .. بل والأنكي يلاحقون المشيعون في المقابر بالغاز المسيل للدموع وبالرصاص ، في مشاهد تؤكد أن هؤلاء البشر طارئون علي الوطن، وهم من خارج حدوده ولا علاقة لهم بإرثه وأهله. لم يتصل الجنرال المأزوم بأسرة أي من الضحايا معزيآ ، كيف يفعل وهو يعلم أنه القاتل .. بل لم يترحم علي ضحاياه ولو من باب المجاملة أو التقية مما يعكس الشر الكامن في نفسه المعطوبة .. وحسنآ فعل أهل بلدته بالتبرؤ منه.. فمثله لا يشرف أحدآ بالإنتماء إليه ..وهو الذي أتي بالمرتزقة رفقة الجنجويدي المجرم من كل شكل ولون يسومون الناس سوء العذاب . أقول رغم الحزن الذي أحدثته وفاة ريان ، إلا أنها أجبرتنا علي أن نجري المقارنة بين قيادة الدولة المغربية والسودانية .. بين قيادة يمكن أن تبدي الخير وتمارسه تجاه شعبها لتنال إحترامه وتقديره ورضاه ، وأخري لا تحمل إلا الشر والفناء والدمار للشعب والبلد فلا تنال إلا الإزدراء والبغض والإحتقار ، والإصرار علي إقتلاعها مهما إرتفعت الكلفة وكان الثمن. [email protected]