أربعة أشهر منذ أن قام المكون العسكري في المجلس السيادي الحاكم في السودان ، بالإنقلاب على المكون المدني في 25 أكتوبر من العام الماضي. ولايزال الانقلابين مستمرين في تثبيت دعائم حكمهم ، رغم اعلان كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني ولجان المقاومة المكونة للحكومة المنقلبة عليها ، اضافة الى الحركات المسلح الرافضة لإتفاق جوبا وبعض الاحزاب السياسية المعارضة للنظام السابق والرافضة للوثيقة الدستورية الحاكمة للبلاد حتى 25 اكتوبر ، رفضهم ومقامتهم الواضحة للانقلاب ، إلا أن هذه القوى غير قادرة على توحيد رؤاها و بلورتها في تكوين جبهة موحدة تستطيع مقامة الانقلاب بشكل اقوى وافضل من الشتات الموجودة حاليا . وتقدم رؤية واضحة لما بعد انقلاب. هذه الشتات تعود إلى تصلب بعد القوى السياسية في مواقفها وآيدولوجياتها واعتقادها الخاطئة في قدرتها على إختراق لجان المقاومة والسيطرة عليها والانفراد بها ، وتمظهر ذلك في انتاج اجسام اخرى موازية للجان والمقاومة مثل غاضبون وملوك الاشتباك وكتائب ظل البمبان وغيرها . اضافة إلى وجود شعارات ذات دلالات إيديولوجية في المواكب مثل (شعارات الحركة الأنراكية) ذات التوجه الإشتراكي الماركسي الواضح . هذه المواقف المتصلبة من بعض الاحزاب السياسية، بالاضافة إلى تأرجح مواقف الحرية والتغيير خلال سنوات شاركتهم مع العسكر افقدتهم ثقة الثوار الحقيقين غير منشغلين بالتوجهات الآيدولوجية ، والذين ليس لهم غير هم هذا الوطن وشعبه المنكوب . مما جعل فرض وصايا هذه الاحزاب على الثوار مجددا شبه مستحلية . لكي تصبح هذه القوى قادرة على التصدي للانقلابين ، يجب على الاحزاب السياسية مراجعة مواقفها ، وترك التعالي وفرض الوصايا على الثوار والعمل خلفهم وبإرادة مخلصة حتى تتمكن من جمع صفوفها وتكون جبهة موحدة بقيادة لجان القاومة السودانية . واعلان وثيقة تأكد قيادة لجان المقاومة على الحراك وتضبط سطوح الاحزاب السياسي على ظهور الثوار مجددا ، وتنص على شكلية الحكم بعد القضاء على الانقلاب ، وتحدد ملامح الفترة الانتقالية القادمة. [email protected]