ضباط وجنود المؤسسة العسكرية في السودان : لماذا تدنت اخلاقياتهم بهذا الشكل المريع ؟!! . 1- لا يوجد في العنوان اعلاه اي اساءة او تحقير متعمد او غير متعمد لجنرالات وضباط وجنود وشرطة المؤسسة العسكرية السودانية ، ولا يوجد في المقال التالي اي هجوم او نقد سلبي للقوات المسلحة وقوات الدعم السريع وجهاز الامن الوطني والشرطة ، وانما رصد لسلوكيات وتصرفات وعدائيات بالغة الحدة بدرت من المسؤولين وجنرالات المؤسسة العسكرية طوال اكثر من اربعة وثلاثين عامآ طالت ارواح اكثر من مليونين قتيل ، هذه السلوكيات السيئة اساءت كثيرآ للسودان ، وجعلته يعود مجددآ الي خانة وضعة كدولة منبوذة ومقاطعة من اغلب دول العالم بعد انقلاب 25/ اكتوبر الماضي. 2- منذ نجاح استلام الفريق أول/ البرهان كامل السلطة في البلاد يوم الخميس 11/ ابريل عام 2019 والبلاد تشهد كل يوم بلا توقف اغتيالات ب"الجملة والقطاعي" بيد عسكر النظام العسكري ، ومجازر دامية في دارفور وكردفان ، وسقوط قتلي وجرحي بالرصاص الحي طالت محتجين مسالمين ضد الوضع المزري ، منذ ان استلم البرهان تحول السودان باكمله الي واحدة من اسوأ دول افريقيا بعد الصومال وليبيا. 3- من رصد سلوكيات عسكر السلطة اليوم ، يجد ان الرئيس البرهان بسبب ضعف شخصيته وعدم تمكنه من حسم الانفلات الامني المريع الذي ضرب كافة الاجهزة في المؤسسة العسكرية الهشة ، قد مكنت قوات "الدعم السريع" ان تستأثر وحدها بالساحة العسكرية وتفرد كامل سيطرتها علي كل شيء في البلاد بما في ذلك مجلس السيادة !!، استطاع "حميدتي" ان يبرز كاقوي شخصية في الدولة، لدرجة ان بعض الحكومات الاجنبية اصبحت تفضل التعامل معه رأسآ متخطية بذلك الرئيس البرهان !! . 4- بعد ان اصبح الجنرال "حميدتي" هو رجل السلطة الاول في البلاد ، تغير بعدها تمامآ كل شيء في المؤسسة العسكرية الي الاسوأ ، تغيرت المفاهيم والقوانين واللوائح العسكرية ، وفقد العسكر الانضباط والضبط والربط لدرجة أن البلاد شهدت خلال الثلاثة سنوات الماضية ستة محاولات انقلابية فاشلة ، لم ينجح منها الا انقلاب البرهان الذي انقلب علي نظام حكمه العسري في 25/ اكتوبر 2021 !! . 5- تعرضت المؤسسة العسكرية الي ادانات كثيرة صدرت من منظمة الاممالمتحدة ، والاتحاد الاوروبي ، والاتحاد الافريقي ، وحكومات اجنبية كثيرة بسبب الجرائم التي وقعت في البلاد خلال الثلاثة سنوات الماضية ، بل وحتي اليوم يرفض البرهان الافراج عن تقرير لجنة تقصي الحقائق حول مجزرة القيادة العامة لانه يعرف ان الافراج عن التقرير ستكون نهاية نظامه القمعي ، وقد يلحق ملفه ملف البشير في محكمة الجنايات الدولية. 6- اكتب هذا المقال وقد جاء خبر يوم الاحد 20/ فبراير الجاري ، ان لجنة أطباء السودان المركزية ، اعلنت يوم الأحد ، استشهاد مريض كان يرقد بمستشفى بحري بطلقة طائشة من قوات السلطة الانقلابية . أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية ، يوم الأحد ، استشهاد مريض كان يرقد بمستشفى بحري بطلقة طائشة من قوات السلطة الانقلابية. وأضافت في بيان لها: "ارتقت روح الشهيد فيصل عبدالرحمن ، 51 سنة ، كان الشهيد مريضاً يرقد بمستشفى الخرطوم بَحْرِي بعد أن أجريت له عملية بتر لأحد أطرافه ، وخرج لاستنشاق الهواء بالشُرفة بعد شعوره بالضيق داخل العنبر نتيجة إطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة ، لتتم إصابته برصاصة حية في الصدر أطلقتها قوات السلطة الانقلابية أثناء قمعها لمليونية20 فبراير في مدينة بحري". وذكر اللجنة أن السلطة الانقلابية تواصل انتهاكاتها ضد الانسانية بعنف مفرط وقمع دموي للمتظاهرين السلميين في أرضنا . -انتهي الخبر وما زال رصاص السلطة موجه ضد العزل !!- . 7- يبقي السؤال مطروحآ بقوة ، هل يبقي الحال المؤلم علي ما هو عليه الي يوليو 2023 ؟!!.. ام ان الحل يكمن في انه من رابع المستحيلات اصلاح المؤسسة العسكرية الا بعد "هيكلة المؤسسة" وحل قوات "الدعم السريع " وضم ضباطه وجنوده للقوات المسلحة ؟!! . [email protected]