1. جاءت مليونية 28 فبراير بعد إعلان لجان المقاومة بالعاصمة الميثاق السياسي للفترة الانتقالية للمناقشة والتداول والاضافة والتعديل من قبل لجان المقاومة في الولايات (18) ولاية ، والقوى السياسية الثورية ، ومن ثم التوقيع عليه ، وبعد موكب الآباء الأمهات الأحد 26 فبراير الذي شكل دعما جماهيريا للثورة ، وحشدا ونوعيا جديدا في مسار الثورة ضد الانقلاب العسكري ومن أجل انتزاع الحكم المدني الديمقراطي . كاذلم أعطى مليونية 28 فبراير زخما وحشدا جماهيريا مهيبا ، والتي تقدمت الي الأمام رغم القمع الوحشي بالغاز المسيل للدموع ،والرصاص المطاطي والحي ومدافع الدوشكا ، والدهس بالمدرعات ، واقتحام المستشفيات وضربها بالغاز المسيل للدموع واقتحام البيوت مما أدي لاستشهاد ثائر في أمدرمان بطلقة في الرأس ، وعدد كبير من الاصابات جاري حصرها، اضافة لحملة الاعتقالات ، والضرب الوحشي للمعتقلين. رغم القمع الوحشي استطاعت المليونية الوصول للقصر الجمهوري، بمخاطبة الجيش والهتافات " الجيش جيش السودان، الجيش ما جيش البرهان"، " السلطة سلطة شعب ، الثورة ثورة شعب ، والعسكر للثكنات ، والجنجويد ينحل" ورغم الانسحاب بتوجيه من لجنة الميدان ، الا أن القمع الوحشي الانتقامي من الثوار كان كبيرا مما أدي لسقوط العشرات من الجرحي ، اضافة لاستهداف المستشفيات ، واصابات كثيرة في المستشفي الدولي ، اضافة لمنع علاج المصابين واعتقالهم !!. كما شملت المليونية اضافة للعاصمة المدن الآتية علي سبيل المثال لا الحصر : بورتسودان ، مدني ، عطبرة ، الأبيض ، القضارف ، الدويم ، حنتوب ، سنار ، كوستي ، الخ. 2 . جاءت مليونية 28 فبراير حلقة جديدة في سلسلة تراكم المقاومة الجماهيرية وبعد أكثر من 27 مليونية ووقفات احتجاجية واعتصامات واضرابات ومذكرات وعرائض ، وبعد نقلة نوعية في إعلان لجان المقاومة لمواثيقها ، وطرح البديل ، وللخروج من الحلقة الجهنمية للانقلابات العسكرية واستدامة الديمقراطية ، والحكم المدني الديمقراطي وانجاز مهام الفترة الانتقالية الذي يفضي للتغيير الجذري في مختلف مناحى الحياة الاقتصادية والمعيشية والسياسية والاجتماعية والثقافية ، ووالابتعاد عن المحاور العسكرية ، وتحقيق السيادة الوطنية ، بعد أن فاقم الانقلاب الدموي الأزمة في البلاد كما هو الحال في الانهيار الاقتصادي والمحاصرة من المؤسسات المالية الدولية، واستمرار تدني قيمة الجنية السوداني ، والارتفاع المستمر في أسعار الكهرباء والوقود والدقيق والتعليم والعلاج والدواء ، والزيادات الكبيرة في الضرائب والجبايات مما جعل الحياة جحيما لا تطاق ، وأدي لاتساع قاعدة السخط والثورة ، مما يتطلب المزيد من التنظيم ، والحراك النقابي والنوعي الذي يسير جنبا الي جنب مع حراك لجان المقاومة. * ولاشك أن التراكم النضالي الجماهيري الجاري يصب في الانتفاضة الشاملة والاضراب السياسي العام والعصيان المدني مما يتطلب التحضير الجيد له، ومواصلة الثورة حتى الاطاحة بالانقلاب ، وانتزاع الحكم المدني الديمقراطي . [email protected]