هذا العنوان ، علي (منوال) البيت العربي الشهير لأبي العتاهية ..ولكن والحمد ، شبابنا في الثورة لا يزال غضا ولم يدركه المشيب .. فالوعي لا يشيب . وأحكي له بما فعل المشيب ليت الشباب يعود يوما يقول الفيلسوف الوجودي الفرنسي المتألق (غابريل مارسيل) عن الوعي : أن الوعي يعني الإدراك بوجود (شيئ) ما … ولا يوجد (وعي) ب(اللاشيئ) ، وإلا أصبحت الحالة غيبوبة مرضية .. ولا يوجد تقسيم بين الوعي والعالم .. وهو نفس المفهوم الذي ظل يردده مع صديقه الفيلسوف (بول ريكوار) كما صدر في كتاب (مارسيل) تحت عنوان (أحاديث ) … ولكن حتي يكون هذا الوعي (انسانيا) فلابد أن يصدر من ذات مدركة لهذا المعني ويكون السلوك ، البشري متوافقا مع ذلك الإدراك لهذا كنا ، ولازلنا نقول ، بأن ثورة ديسمبر المجيدة هي ثورة وعي .. ولن يدرك ابعدها أهل : (الخلا) و (الغابات والاحراش) … وعي لا انفصال له بين الوطن والمواطن وقضايا المواطنة وحقوقها المشروعة في الحياة الكريمة .. وحمدوك كان هو القائد الأكثر ارتباطا بمستحقات ذلك .. الوعي وعودة حمدوك .. أراها أمامي كما أري هذا القلم الذي اكتب به ، ولم تهتز قناعتي في ذلك ابدا .. فقد كنت علي موعد بعودة الوعي لكل الشعب السوداني وهم يشاهدون بما يفعله الجانجويد . فقد اعادونا الي فترة العصور الوسطي بامتياز . وكل الشعب السوداني الآن يدرك ذلك وفي انتظار (جودو) السوداني ، حمدوك ، حتي يكمل معه المشوار والأبحار من جديد نحو المراسي والشواطئ الدافئة للسودان الجديد .