اعتقل جهاز المخابرات العامة التابع للانقلاب الناشط الإنساني ناظم سراج من مسكنه بمنطقة الرياض، شرقي الخرطوم. ويعمل سراج عبر منظمة (حاضرين) على تقديم خدمات طبية لمصابي الاحتجاجات ضد الانقلاب، من خلال جمع التبرعات من السودانيين في مختلف بقاع العالم. و لجهاز المخابرات العامة جهاز الأمن سابقًا- سمعة سيئة لارتكابه انتهاكات مروعة ضد السودانيين المعارضين للنظام المباد من بينها التعذيب الاعتقال والإخفاء القسري والقتل. وبعد إسقاط النظام المباد جرى تعديل في قانون الجهاز سُحبت منه بموجبه صلاحيات الاعتقال والتفتيش والتحقيق واقتصر عمله على جمع المعلومات وتحليلها وتقديمها للجهات المختصة. لكن قائد انقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي ، عبد الفتاح البرهان أعاد هذه الصلاحيات إلى الجهاز، ليبدأ من وقتها في تقديم خدماته المنافية لحقوق الإنسان ،للانقلابيين. وتتحدث تقارير عن إعادة مقار كانت تابعة له في الأحياء السكنية ، نُزعت منه في وقت سابق ، لصالح الجيش والدعم السريع. ويستفيد الجهاز وقوات الانقلاب الأخرى من حالة الطوارئ التي فرضها الانقلاب ، والتي تشمل تقييد حركة المواطنين واعتقالهم. وتعتقل سلطات الانقلاب العشرات من لجان المقاومة في سجون عديدة في البلاد، دون وجود مسوغ قانوني مع الامتناع عن عرضهم على النيابة أو القضاء؛ ما يثير إدانات محلية ودولية واسعة النطاق. وكانت مجموعة (محامو الطوارئ) اعلنت عن قيام سلطات الإنقلاب، مساء الخميس، باعتقال ثلاثة ثوار وثائرتين من منطقة بُري ، شرق الخرطوم، وجرى اقتيادهم إلى جهة غير معلومة. وحذرت المجموعة الحقوقية الطوعية الناشطة في متابعة أوضاع المعتقلين السياسيين والدفاع عنهم، السلطات الإنقلابية من مغبة الاستمرار في العنف والاعتقال غير المشروع ، مؤكدة أنها ستظل تتابع باستمرار وترصد كل هذه الانتهاكات وتتصدى لها بكل الطرق المتاحة قانونا. وتردت أوضاع الحريات العامة في السودان، بعد انقلاب 25 أكتوبر، إلى أسوأ ما كان يتوقعه السودانيون بعد أن أسقطوا نظام المخلوع عمر البشير، وفتحوا أبواب الأحلام نحو دولة "الحرية والسلام والعدالة". وكان قائد الانقلاب الفريق عبد الفتاح البرهان أصدر أمر طوارئ أعاد بموجبه سلطات عناصر جهاز المخابرات العامة التي كانوا يتمتعون بها في عهد البشير. كما منح القوات العسكرية المنفذة للطوارئ حصانة كاملة من المساءلة والمحاسبة حول أي جرائم قد ترتكبها أثناء تصديها بالعنف المفرط للمتظاهرين، وهذا ما شجعها على التوسع في الانتهاكات العنيفة ضد المحتجين.