اسمعوا يا أعضاء "مجلس السيادة" (إذا كنتم تخافون على سمعتكم) ماذا قالت وزارة الخارجية الأمريكية ووزارات الخزانة والتجارة والعمل حول السمعة..! فهي قد أصدرت تنبيهاً قوياً للشركات الأمريكية ورجال الأعمال والأفراد تحذّرهم فيه مما قد يلحق بسمعتهم من إشانة إذا هم تعاملوا مع الانقلاب وشركاته و(شركائه).. هذا الانقلاب الذي يمنحه مجلس السيادة الانقلابي الغطاء ليفعل ما يفعل من انتهاكات جسيمة وقتل وبطش بالمتظاهرين السلميين وعصف بحقوق الانسان..! ولكن هل وزارة الخارجية الأمريكية هي الحكم في تحديد معايير السمعة الحسنة والسيئة..؟! نحن لا نقول بذلك؛ ولكن المفارقة أنه حتى بالمعايير الأمريكية وليس معايير (شريعة الإنقاذيين الأبرار) فإن الحكومة الأمريكية وهذا شأنها تخشى من تلويث و(تجليط وتزفيت) شركاتها ومواطنيها بسوء السمعة إذا هي تعاملت مع شركات حكومة الانقلاب.. وحكومة الانقلاب تعني البرهان وحميدتي وجندرمتهم وتعني أيضاً أعضاء (مجلس سيادة الانقلاب مجتمعاً) ولا يمكن بطبيعة الحال استثناء أعضاء الحركات ومالك عقار والهادي إدريس.. ولا تحدثني عن اركو مناوي..!! إن البيان الصادر من الخارجية الأمريكية يقول أن التعامل مع هذه الحكومة ومع هذا المجلس بشركاتهم العسكرية وغير العسكرية يلوث سمعة رجال الأعمال الأمريكان..! وإذا كان الخواجات وفق لغة الإنقاذ والانقلاب.. وهم على ما هم فيه من ضلال وكفر وتجديف يخافون على سمعتهم فتصدر في شأنها بياناً تحذيرياً شديد اللهجة يقول بالنص: إن هذا التحذير جاء بسبب المخاطر التي نجمت مع أمور أخرى من الإجراءات الأخيرة التي اتخذها مجلس السيادة السوداني وقوات الأمن تحت قيادة الجيش (البرهان وجماعته الانقلابيين) بما في ذلك الانتهاكات الجسيمة ضد المتظاهرين، وما ترتّب على الاستيلاء على السلطة في أكتوبر الماضي (الانقلاب) بحيث تفاقمت الانتهاكات منذ ذلك التاريخ.. ولا بد للشركات الأمريكية ورجال الأعمال والأفراد العاملين في السودان أن يبذلوا الكثير من التبصر والمثابرة والاجتهاد الأمثل الذي يفي بالمتطلبات (due diligence) في ما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان، وأن يتفطنوا للمخاطر الكامنة (التي تهدد سمعتهم) في حال القيام بأي أنشطة اقتصادية تجارية أو أي معاملات مع الشركات التابعة للسلطة السودانية وتلك التي يتحكم فيها عسكريون.. كما أن على الشركات ورجال الأعمال والأفراد تفادي أي إجراءات أو اتصالات مع أي شخص من الذين تشملهم قائمة حظر وزارة الخزانة...! طبعاً (والنصيحة لله) نحن وفق الوثيقة الدستورية لا نقر بأن من نخاطبهم هم "مجلس سيادة" بل هم أعضاء مجلس انقلاب (ما هذه التسميات المقلوبة..؟! وكيف يكون مجلس الاحتلال والاستعباد..؟!).. وأسوأ من ذلك أنهم يمنحون الانقلاب شرعية غير مستحقة.. وهم- حتى الآن- لم يحتجوا بعبارة واحدة على ما يقوم به الانقلاب من قتل وبطش وتعطيل صريح لحكم القانون واستباحة للأموال والموارد العامة وخطف الناس من الشوارع والبيوت والمكاتب والمطارات.. وربما مع ذلك يصبح موضوع السمعة (وما أدراك من السمعة) من الأمور التي فيها نظر..!!