تناقل ناشطون وأصدقاء لشهيد أم درمان محمود عبد الغفار تبيدي الذي ارتقت روحه الطاهرة في موكب 30 يونيو أمس آخر كلمات ذكروا أنه كتبها تحدث فيها عن الموت والحياة بشرف واستودع أصدقاءه طالباً العفو. وكان الشهيد محمود عبد الغفار تبيدي (21) سنة ارتقى أمس إثر إصابته بطلق ناري في الرأس، وهو من سكان أمدرمان خي الشهداء. آخر كلمات وكتب الشهيد تبيدي على صفحته بالفيسبوك آخر كلمات قبيل استشهاده، تم تناقلها على نطاق واسع، جاء فيها: "لو اختارنا الموت ح يختارنا بشرف. ولو ح نعيش الحياة حنعيش بشرف وكرامة" ثم أضاف: "لو في زول زعلان مننا أعفو لينا ما معروف الممكن يحصل شنو"، قبل أن يستودع أصدقاءه الله الذي لا تضيع ودائعه ثم يعقب: "بإذت الله منتصرين وما ناقصين. قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا". رفقاء الشهادة وفيم لم تنشر لجنة الأطباء أسماء شهداء الأمس، رصدت متابعات (الديمقراطي) بعضها، ومنهم بعض الشهداء في مجزرة 30 يونيو إضافة للشهيد تبيدي: الشهيد أحمد مهدي موسى، طالب بالسنة الأولى، كلية الطب جامعة التقانة، من شهداء أمدرمان. ومنهم كذلك الشهيد علي زكريا، العمر (27) عاما) من أبناء الجريف غرب، ارتقت روحه الطاهرة بشارع الستين وتم تصوير المنظر البشع الذي عكس تعدي الانقلابيين عليها وتداوله على نطاق واسع. ومن شهداء أمدرمان أيضا الشهيدان نور الدين طارق، والشهيد محمد علي بخيت. بالإضافة للشهيد محمد أحمد (سيزر) من الخرطوم وسط، والشهيد تامر محمد موسى (15) سنة وهو الشهيد الطفل من بحري. وأفادت بيانات لجنة أطباء السودان المركزية الصادرة أمس باستشهاد تسعة من الثوار، سبعة منهم من أمدرمان، واثنان من الخرطوم، وشهيد طفل ببحري. كما رصدت 530 حالة إصابة بعضها خطير في الخرطوم ومدني. وكان الجنرال عبد الفتاح البرهان انقلب على السلطة الانتقالية التي نصبتها ثورة ديسمبر بعد الإطاحة بنظام المخلوع عمر البشير في 25 أكتوبر 2021م، وواجهه الشعب السوداني بمقاومة أبرز أشكالها المواكب الاحتجاجية التي نظمتها لجان المقاومة. ومن جهتها حاولت السلطة الانقلابية قمعها بعنف وحشي ارتقى جراءه (113) شهيداً حتى اليوم. وقد سبقت مليونية 30 يونيو مواكب دعائية سيرتها لجان المقاومة في أنحاء البلاد منذ بداية الشهر الماضي، باعتبار أنه تاريخ بارز في ثورة ديسمبر. وكانت لجان المقاومة قبل ثلاث سنوات، نظمت في 30 يونيو 2019م مواكب هادرة، احتجاجاً على فض قوات القمع آنذاك لاعتصام الثوار السلمي أمام القيادة العام في الثالث من يونيو 2019م الأمر الذي أسفر عن ارتقاء ما يزيد من مائتي شهيد وآلاف الجرحى والمفقودين وحالات عديدة من الاغتصاب في المجزرة التي وافق تاريخها فجر التاسع والعشرين من رمضان، على مشارف عيد الفطر المبارك. ويجد عنف الانقلاب الوحشي إدانات متكررة داخلياً وخارجياً، وقد طالت قوات الاحتياطي المركزي الشرطية جراء مشاركتها في العنف المفرط لقمع الاحتجاجات، عقوبات أمريكية مستهدفة في 21 مارس الماضي.