ارتكبت قوات الانقلاب الأمنية أمس الخميس مجزرة بشعة في حق الثوار السلميين اسفرت عن استشهاد (9) أشخاص من بينهم طفل، وجرح أكثر من (530) بعضهم في حالة خطرة، مع انتشار فيديو بثته قناة الجزيرة لتمثيل الانقلابيين يجثمان شهيد، فيما أظهر الثوار بسالات عديدة، وسط تنديد محلي وأممي بالمجزرة. وكانت قناة الجزيرة نشرت مقطعاً لفيديو صور من مكان مرتفع لقوى القمع وهي تطلق الرصاص بعد إخلاء شارع يبدو أنه شارع بشير النفيدي (المعروف بشارع الستين)، مثل فيه جندي تابع لسلطة الانقلاب بجثمان شهيد بركله بحذائه، بعد أن أردته القوات قتيلاً بإطلاق النار مباشرة عليه. ووثقت لجنة الأطباء المركزية لإصابات الشهداء التسعة، سبعة منهم من أم درمان، واثنان من الخرطوم، وطفل ببحري. بسالة منقطعة النظير الثوار يتخطون حواجز الحاويات بكوبري النيل الأبيض بأمدرمان وأظهر الثوار المتسلحون بالسلمية والهتافات ضد العسكر، بسالة منقطعة النظير في مواجهة آلة قمع الانقلابيين الفتاكة، وتمكن الثوار من فك الطوق الأمني في كل الجبهات وتقدموا إلى الامام مع تراجع قوات الانقلاب. ورصدت (الديمقراطي) جانبا من بسالة الثوار الذين وصلوا إلى مبنى البرلمان في ام درمان، وسط افراط قوات الانقلاب في استخدام الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية بالإضافة إلى سلاح (الخرطوش). وكان كل ما سقط شهيد أو مصاب جرى إسعافهما بالدراجات النارية المخصصة لهذه الحالات، بينما يتقدم الآخرون مكانهما بالهتافات وقرع الطبول، مما أجبر القوات الانقلابية على التراجع والهروب من أمام صمود الثوار الذين أزالوا الحاويات وعبروا جسر النيل الأبيض في اتجاه الخرطوم. كما تمكن الثوار في الخرطوم بحري ازالة للحاويات المنصوبة على جسر المك نمر وتدفقوا عبر الجسر إلى وسط الخرطوم. وفي الخرطوم وصل الثوار إلى شارع القصر على الرغم من إفراط قوات الانقلاب في استخدام كافة اشكال العنف في مواجهة الثوار منذ انطلاقة المواكب من نقاطها المعلنة. الثوار يعبرون كوبري النيل الأبيض من امدرمان للخرطوم التمثيل بجثمان شهيد ورصدت كاميرات الناشطين أحد أفراد الشرطة يصوب سلاحه على أحد الثوار ليرديه قتيلاً، بعد إخلاء الشارع الذي يبدون أنه شارع (الستين). ويظهر مقطع صورته إحدى الناشطات من علٍ، قيام أحد الجنود المدججين بركل جثمان شهيد بحذائه في حين لم تحتمل المصورة المشهد وهي تصيح: (لا إله إلا الله، قتلوه خلاص قتلوه)، وارتفعت أصوات صياح يبدو أنها لثوار يشهدون المشهد البشع. وكانت قوات الانقلاب الأمنية تمارس كل هذه الجرائم في ظل قطعها لخدمة الانترنت والاتصالات. تنديد بالمجزرة ونددت كل من الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي بالعنف الذي مارسته السلطات الأمنية ضد الثوار السلميين. كما دانت الآلية الثلاثية الاستخدام المفرط لقوات الأمن السودانية في احتجاجات 30 يونيو وتقييد شبكة الإنترنت والهاتف المحمول انتهاكاً لحرية التعبير، كما لاتخاذ تدابير لوقف العنف والحد من الاعتقالات والاحتجازات التعسفية. وأعلنت لجنة الأطباء المؤيدة للديمقراطية مقتل 9 متظاهرين على أيدي قوات الأمن، أصيب خمسة منهم على الأقل «برصاص مباشر في الصدر» أو «في الرأس» أو «في الظهر»، وأحدهم قاصر. وأضافت «بهذا يرتفع العدد الكلي لشهدائنا الكرام إلى 112»، منذ بدء الاحتجاجات ضد انقلاب 25 أكتوبر. ونددت اللجنة بإطلاق قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع في أحد المستشفيات في العاصمة الخرطوم ومنع عربة الإسعاف من دخول المستشفى. وعشية الاحتجاجات، قتلت قوات الأمن السودانية متظاهراً خلال مسيرات نظمت، مساء الأربعاء، في شمال الخرطوم، إثر إصابته برصاصة في الصدر، وفق ما أفادت اللجنة. كما ارتقى صباح اليوم الشهيد أحمد يس محمد يس، متأثرا بإصابات بالغة تلقاها بعد ضربه بوحشيه بأعقاب البنادق الجمعة الماضية ببري أثناء موكب 24 يونيو الدعائي. ليرتفع عدد الشهداء منذ انقلاب 25 أكتوبر إلى (113) شهيداً.