* حين يُختطف الجيش لحضن حزب ففي أقل توصيف نسمي الحدث مصيبة.. فما بالك حين تختطفه جماعة إرهابية مختزلة في ضباط أفسد من جيفة؛ كما هو حادث في السودان اليوم وأمس. * الجماعة الإرهابية وقطعانها المتاجرة بتحرير الأرض في الفشقة؛ والمتأسفة على فقدان الجنود فيها دون غيرهم من أهل السودان المفقودين المقتولين برصاص العسكر ؛ هذه الجماعة في الخرطوم أو في مخابئها البعيدة لا يؤمن الفرد منها بثلاثة: (الأرض.. إلا اذا كان بيته مشيداً عليها — الجيش.. إلا إذا كان ضباطه دمى للتنظيم — سيادة حكم القانون.. إلا إذا كان يخدم مصلحة ذاته أو خواصه)؛ بل لا يؤمنون بشعب خلاف شعبهم الخاص الموالي!! وغاية وجود هؤلاء مليشيا تحمي منكرهم..!! — بالمناسبة: (حتى أمرهم بالمعروف فهو منكر في العمق)!! * تستميت هذه الجماعة في الخلاص من أية قوة تنتمي للشعب وينتمي لها بلا مشادة..! هيَّ هيَّ (حيفاً وزيفاً) في جميع الدول التي تعاني من طاعونها المُشاع باسم الإسلام..! * الجنود المساديد؛ وتبعاً للضباط المنتمين للطاعون هذا؛ يتحولون بيسر إلى قتلة لحماية ومصلحة قلة تعلفهم وتحفزهم نظير عرق المهمة: (قتل — نهب — اغتصاب — حرق — إرهاب.. الخ). * السودان في الوقت الحالي تحديداً يحتاج إلى تحرير الجيش من كيزانه وبرهانه؛ لكي تتحرر الأرض حقاً لا زيفاً ويتحرر الناس من سياسة الترويع والتجويع كنهج (إخواني) صرف.. أما النفاق السهل باسم السيادة الوطنية من قبل جماعات الإنقلاب الكيزاني فلا يزيد عن (مصلحة مؤقتة) لا تبتغي وجه الوطن، وستذهب كالزبد مثلما بارت (التجارة بالدين) في أفهام الأجيال الجديدة. * لماذا لم يشتهر السودان في سنوات العسكر الأخيرة بأي مُنتج أكثر من اشتهاره كبلد ينتج أردأ أنواع المرتزقة؟؟ أسألوا (إخوان الجيش) الذين تضاهي عمالتهم وخيانتهم كل تاريخ العمالة والخيانة على مر العصور. * الآن — وبعد ان عبرت سفينة الإرهابيين المتأسلمين بالأوهام والجثث — لم يعد لدينا جيش؛ بل هو بالتوصيف العادل شبيه (حزب سياسي) يمد كرشه؛ مثلما فعل قائد المدفعية المنفوخ حين تقمص (روح عمر البشير) بكل نتانتها؛ وهو يقول: الجيش لا يلتفت لأقوال الشواذ من العملاء والمأجورين الذين باعوا الوطن. * نعم.. الضباط من الرتب الفوقية لا يلتفتون (لما قيل) لأنهم مشغولون بتطبيقه فعلياً لا قولياً. — السؤال العادي: كم أبله مرَّ من هنا بمثل هذه السخافات خلال 30 سنة؟! — السؤال القاتل: جيش مَن؟؟!! * لو كان المذكور (بتاع المدفعية) التي عجزت عن تحرير الحدود؛ لو كان يتحلى بنصف وعي لاستدرك ما يقول قبل أن يفلت منه (فيصيب نفسه بدقة)! لأن الجهة التي ينتمي إليها المُصاب في الراهن السياسي العسكوزي هي الجهة الأعلى سهماً في كتاب العمالة و(الشذوذ) والكبائر كلها وزيادة.. فما أصدق الشاعر البسيط القائل: (من المدفع طلع خازوق).. ومثال (للخوزقة) أن أنداد البرهان — هكذا — لا هم قادة جيش حقيقيين ولا هم أرباع ساسة.. إنهم مسخ لا تجد له مسمى بسهولة؛ كالتي يمارسون بها القتل والعبط.