الجوكي في دارفور هو "الركيب" الذي يركب الحصان بأجر .. اما في الخرطوم محل الرئيس بنوم .. يعني الشخص الذي يقوم بإتمام الصفقات غير الشرعية "يعني نصاااااب" وكل عدة "شغلو" جلابية "بيضا مكوية" بملحقاتها، مقابل اجر او جزء من الصفقة. احزنني تصريح قبل ايام للأخ المهندس خالد سلك، لم نعلق عليه في وقته، حين وصف حميدتي، وقواته بالامر الواقع، وهذا يجعلنا ان نعترف ايضاً بكتائب الظل كأمر واقع، ونجد لهم مبرر ليكونوا جزء من الحل، والعملية السياسية بالإكراه، والإبتزاز، والخوف، فكلاهما سيان عندي. جانبك الصواب اخونا خالد سلك، لا يمكن لمائة ألف او قل ضعفها ان يخضع كل الشعب السوداني، في وضع شاذ لا يمكن ان يحدث في اي بقعة في الكرة الارضية. يمكننا ان نخاف، او نخضع للإبتزاز، إن لم نكن قد وصلنا الي حافة الموت، والجوع، والفقر، والمرض، والفاقة بعد! . بمعنى "لم نعد نمتلك رفاهية ما نخاف عليه" السؤال هل لم تعوا الدرس وما هي النتيجة عندما تم التفاوض معه، ولجنة المخلوع الامنية كأمر واقع، والثورة في عنفوانها؟ . كان قد قضى وطره من الجميع حين يخرج بمناسبة، وغير مناسبة هو، والسجمان ليصفوكم بطلاب السلطة، وهم من منحوكم اياها "كجوكية" ومنعوها بقوة الامر الواقع الذي آمنتم به، وخضعتم له، فعنده الكراسي هي الثمن، والاجر. هؤلاء لو سرحناهم فقط بلا حساب نكون قد اكرمناهم .. بالبلدي "لينا عليهم جميل .. ويبوسوا اياديهم وش، وضهر" بل ضعفنا وهواننا علي انفسنا جعلناهم حكاماً، وسادة علينا. هذه مليشيا تم إنشاءها لحماية نظام سقط بثورة شعبية، فكان من الافضل ان تذهب معه بأي ثمن، ولا يعنينا تمردها عليه، او خلافها معه، فهؤلاء مرتزقة، يعملون بالمال، لا ضمير يحركهم، ولا وازع اخلاقي يردعهم .. بمعنى .. يعملون بلا عقيدة، مهنتهم القتل، والحرق، والنهب، والترويع. لا ننظر لهذه المليشيا بمبدأ الخوف، والرضوخ للإبتزاز، لنضعها في قالب الموازنات السياسية، ضمن الحلول، ومستقبل البلاد. حل هذه المليشيا يكمن في قرار سياسي واحد.. هو عدم المشاركة في حرب اليمن، وسحب كل القوات الموجودة هناك، ولكن كان هذا القرار عصي عندما كانت الامارات كعبة الحج، والمحاور عواصم الطواف، والسعي. هل تعلمون ماذا سيحدث لو إتخذنا هذا القرار؟ . ستتسرب هذه المليشيا تلقائياً، وحتي جزء كبير من جيش الكيزان المرتزق الذي ينتظر دوره في هذه الوليمة من دم الشعب اليمني إذا إنقطع العشم سيذهبون ادراج الرياح. هل يعلم السياسي السوداني ان المشاركة في حرب اليمن هي الخطر الوحيد المهدد للإنتقال، والثورة، ووحدة السودان؟ . هل يعلم السياسي السوداني ان معظم الذين عملوا في اليمن من الدعم السريع، او الجيش هربوا، او انهوا خدمتهم لإستثمار المليارات التي جنوها من هذه الحرب اللعينة؟. هل سعينا كسياسيين لإقناع الإتحاد الاوربي الذي يدعم هذه المليشيا بملايين الدولارات سنوياً بحجة مكافحة الهجرة، والإرهاب، بأن يوقفوا هذا الدعم، وان يتم التعامل مع القوات النظامية، والمساعدة في هيكلتها، من عبث النظام البائد، وتطويرها، وهذا اسهل من وجود هذه المليشيا، وتعقيدات الوضع الشاذ الذي نعيشه؟ . كل السياسيين في السودان ليست لديهم معرفة بالقضايا الإستراتيجية، ومخاطبتها، فكل الذي يعرفونه هو الصراع حول السلطة، والتي لا تدوم لهذا السبب. ايام حكم احزاب قحت بعد نجاح ديسمبر بح صوتنا، وإجتهدنا يعلم الله لنقدم النصح، وإسداء الرأي لعدم الوقوع في هذا المستنقع. للأسف الإنتماء الحزبي الضيّق والشللية منعتهم، والكبرياء الزائف سيطر عليهم، والسلطة اعمت ابصارهم مع قلة الخبرة. لا اجد عذراً الآن بعدم عقد ورش، والإستعانة بالخبراء في وضع دراسات للتعامل مع القضايا الإستراتيجية، وتحليلها، ووضع الخطط بدل العويل وإعلاء لغة الخوف بمبدأ الامر الواقع التي اوردتنا موارد الهلاك، وإنتهت بنا الي إنقلاب، وعودة فلول النظام البائد. اعتقد خوف خالد سلك، وكل السياسيين ناتج عن عدم مخاطبة هذه القضايا بشكل متخصص، ومهني يضع الإمور النصاب لنمضي في الطريق بلا خوف، وتعريف القضايا حسب اهميتها، واسبقيتها. سألت الاخ خالد سلك في ندوة بفلنت ميتشغان في زيارته للولايات المتحدة، ما هي خطتكم للتعامل مع ملف المؤسسة العسكرية، والامنية في ظل هذا الوضع المعقد بإعتبار هذا الملف هو الاهم علي الإطلاق في مسيرة الثورة، والتغيير؟ . كان الرد كما توقعنا، ونعتقد، ولكن عندما وصلوا الي السلطة تغيّرت الاحوال، وتبدلت المواقف، وظل هذا الملف كما هو، كأمر واقع يخشى الجميع الإقتراب منه، ليمثل رأس الرمح في إجهاض الثورة، ومعاداتها، والنيل منها، ومن شبابها بالقتل، والسحل، والتنكيل، والفتيات بالإغتصاب، وإهدار الكرامة الإنسانية، والإخفاء القسري. المهم في الامر الجميع جوكية في نظر الجنجويدي لطالما بيده ناصية المال المنهوب، والسلطة المغتصبة، فالكل عنده اجير، لطالما يسيل اللُعاب. كسرة.. كما قال بالامس .. يا تسمعوا الكلام، ولا تنتظروا المطر بدون بُريق! . [email protected]