هددت تنسيقية لجان المقاومة بأحياء الخرطوم شرق باجتياح الزنازين ما لم يتم إطلاق سراح جميع المعتقلين وشطب كل البلاغات الكيدية ضدهم فوراً. ولم تحدد التنسيقية ميقاتا محددا لهذا الفعل الثوري الجديد في نوعه، لكن بيانا صادر من مكتبها الإعلامي جاء فيه: "إننا نأمرهم باطلاق سراح جميع المعتقلين وشطب كل البلاغات الكيدية فوراً وإن لم يفعلوا لا شك بأن العاصفة ستجتاح زنازينهم قريباً وتدك حصونهم وتحرر رفاقنا الصامدين الأحرار". وجاء البيان الغاضب في سياق المطالبة باطلاق سراح "الثائر سيف الاسلام ابن الصحافة المعتقل في سجون الانقلابيين بأم درمان منذ أكثر من شهرين". وتصاعدت حملة المناصرة والتضامن مع سيف الإسلام الذي اعتقل بتاريخ 5 مايو 2022، وتعرض لتعذيب وضرب ب(الدبشك)، نتجت عنه أعراض صحية منها تشوش في السمع والبصر وفقدان لحاستي الشم والتذوق، وحالات إغماء متكرر. وأشار بيان تنسيقية لجان أحياء الخرطوم شرق إلى تدهور الوضع الصحي للثائر حتى "أصبح غير قادر على الوقوف تماماً وقد تضررت معظم حواسه وتنتابه حالات تشنجات وإغماءات متكررة بسبب التعذيب المستمر". وتابع البيان: "ورغم تدهور وضعه يوماً بعد يوم تتواطأ الاجهزة النظامية كعادتها الوحشية وتأبى ان تطلق سراحه او تقدمه لمحاكمة". وجاء في البيان: "نعي جيداً واخوتنا في المعتقلات جرائم الانقلابيين المتبعة لترويع الثوار والتنكيل بهم، لم تنجح مع رفاقهم من قبلهم ولن تفعل الآن، ومازال أبطالنا كل يوم يسطرون ملحمة جديدة في مواجهة النظام الانقلابي المعتدي وأجهزته العدلية الفاسدة ونحن نردد؛ أن لا تراجع ولا استسلام". سجل وفد من مجموعة (محامو الطوارئ) الحقوقية، الثلاثاء، زيارة إلى المعتقل سيف الإسلام ورفاقه في سجن أم درمان، لمشاركتهم فرحة عيد الأضحى داخل زنازين الانقلاب. وأطلقت مجموعة (محامو الطوارئ) قبل اكثر من شهر حملة للتضامن مع المعتقلين الذين عانوا من التعذيب في سجون الانقلابيين، ووجهت نداءً لمنظمات حقوق الإنسان، وكل الجهات العدلية، وأصحاب الضمائر الحية، لإنقاذ الشاب سيف الإسلام عصام الدين، من براثن الموت والإعاقة. ومنذ انقلاب 25 أكتوبر الماضي ارتقى 114 شهيداً، وسقط نحو ستة آلاف جريح، فضلا عن آلاف المعتقلين، بينما بلغت حالات الإغتصاب (16) حالة موثقة بحسب تقرير المفوضة السامية لحقوق الإنسان الذي قدمته الشهر الماضي أمام الجلسة الخاصة بالسودان في اجتماعات الدورة الخمسين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أثناء انعقاد دورته بجنيف. وتستخدم قوات الانقلاب الأسلحة المضادة للطيران والكلاشنكوف وسلاح الخرطوش الذي يطلق مقذوفات متناثرة، ومسدسات تعمل بالليزر مسببة كسوراً في الأيادي، علاوة على القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع والأسلحة البيضاء؛ تستخدمها في قمع الاحتجاجات السلمية التي تُطالب بإسقاط انقلاب 25 أكتوبر 2021م على الحكم الانتقالي وسلطته المدنية.