بشير اربجي حسب الخبر المنشور صباح الأمس بالزميلة (الإنتباهة) فإن إحدي الحركات المسلحة قد طلبت من الجمارك عبر خطاب رسمي تسليمها شحنة المخدرات التى ضبطتها الشرطة قبل أيام قلائل، وبررت الحركة طلبها هذا بإن المخدرات التى قدمت من الكيان الصهيوني يتم إستخدامها فى أغراض التدريب لجنود الحركة، وإن اغفلت الزميلة الإنتباهة ذكر الحركة فإنها لن تبعد عن احدي الحركات الموقعة على إتفاق جوبا، والداعمة لإنقلاب البرهان وحميدتي حتى تمتلك مثل هذه الجرأة لطلبها العجيب هذا، وهو ما يفتح الباب واسعا للحديث عن مصادر تمويل هذه الحركات المسلحة وفى أي مجال تستخدمه إن كانت لا تتورع عن إعلان استجلابها للمخدرات، وعن ماهية هذا التدريب الذي يتم فيه إستخدام المخدرات ولأي غرض يحدث هذا التدريب، وهل من يتم تدريبهم عبر إستخدام هذه المواد المخدرة هم نفسهم من يقومون بقنص الشهداء ومطاردتهم بالأسلحة البيضاء والنارية ومحاولة دهسهم التي تتم دوما بصورة جنونية وهستيرية، لأن ما يفعله الجنود الذين يتصدون للمواكب السلمية بكل هذا العنف والتشفي يؤشر لأنهم فى وضع غير طبيعي، كما أن من يقومون منهم بإغتصاب الثائرات كما سجلت ذلك أضابير الشرطة نفسها لا يمكن أن يكونوا فى كامل وعيهم وهم يفعلون ذلك تحت قعقعة الرصاص، وهو كذلك يفتح الباب أمام أسئلة أخري ملحة من شاكلة هل ما قامت به هذه الحركة المسلحة أول طلب، وهل هذه أول شحنة تستقبلها الحركات المسلحة الداعمة للانقلاب العسكري المشؤوم من دولة إسرائيل، أم أن هناك طلبات أخري وحركات أخري استقدمت شحنات غير هذه التي ضبطتها الشرطة كما هو معلن. وكما هو معلوم فإن أخبارا كثيرة قد راجت فى أيام النظام البائد عن ضبط عدد من الحركات المسلحة والمليشيات التى كانت تحمي نظام المخلوع البائد وفساده بمثل هذه الشحنات، وقد تمت التغطية على ذلك كثيرا بينما تكفلت المليشيات التى كانت تمتلك صلاحية كبيرة بتخليص بعض الشحنات من قبضة الشرطة فى عهد المخلوع، لذلك فإن ما فعلته هذه الحركة المسلحة الآن يعتبر أمر معتاد فى زمان النظام البائد، ويبدو أن الإنقلاب العسكري المشؤوم يريد المواصلة فيه والسير فى نفس طريق المخلوع، من حيث السماح للمليشيات بفعل كل ما تريده والإتجار فى الممنوعات حتى يضمنوا ولائهم ودعمهم للإنقلاب، وهو أمر ليس بمستغرب على من يقومون الآن بعرض البلاد كلها فى سوق النخاسة وفتح حدودها لكل المخابرات من أجل البقاء على الكراسي والإفلات من العقاب، كما أنه يعتبر أمرا ليس ذا بال لدي كثيرين حين مقارنته بما يفعله قادة الإنقلاب العسكري المشؤوم وحركاتهم المسلحة بقتل الثوار السلميين بكل دم بارد، فمن يزهق أرواحا تتوق للحرية لمجرد هتاف يمكنه أن يرتكب كل كبيرة دون أن يطرف له جفن. الجريدة