نجحت تكتيكات جديدة للقوات الأمنية اليوم في الخرطوم، في منع آلاف والمتظاهرين من الوصول إلى القصر الجمهوري، في المليونية التي دعت إليها لجان المقاومة، ضمن الاحتجاجات الرافضة للحكم العسكري في البلاد، والذي يقترب من شهره التاسع منذ إطاحة قائد الجيش بالحكومة المدنية، في 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وصول موكب باشدار طلمبة الغالي #مليونية31يوليو pic.twitter.com/Foi6EV0he7 — داليا الطاهر- Dalia Eltahir (@dalia_eltahir) July 31, 2022 وتحرك "الموكب المركزي" من "تقاطع باشدار" من حي الديوم الشرقية جنوبالخرطوم باتجاه القصر الجمهوري، وردد المتظاهرون هتافات مناوئة للعسكريين وطالبوا بتسليم السلطة الكاملة إلى المدنيين. وكانت قوات الأمن استبقت التظاهرات وانتشرت في محيط القصر الرئاسي والشوارع الرئيسية، وشملت التعزيزات الأمنية "محطة شروني للحافلات" بمنطقة وسط العاصمة. وعقب وصول "الموكب المركزي" إلى "محطة شروني للحافلات"، أطلقت مدرعات بداخلها عناصر الشرطة الغاز المسيل للدموع وطاردت المتظاهرين في الشوارع. وتفرق المحتجون إلى الشوارع الداخلية وسط العاصمة الخرطوم، بينما تحركت مدرعات الغاز وهي تطلق العبوات في اتجاه المتظاهرين فيما نتج عن هذه العملية بعض الإصابات. تراجع المحتجون من محطة شروني لحديقة القرشي ولم يتمكن "الموكب المركزي" من الوصول إلى شارع القصر قرب المعمل القومي للصحة العامة "ستاك" نتيجة ل"هجوم مباغت" لمدرعات الغاز على المتظاهرين والملاحقة المستمرة بغرض إخلاء "مح وتأتي هذه التظاهرات في ظل تحركات سياسية لقوى الحرية والتغيير الإئتلاف الذي أطاح به الانقلاب العسكري، وتتلخص هذه التحركات في طرح الإعلان الدستوري وتسمية رئيس وزراء في خطوة تهدف لوضع العسكريين "أمام الأمر الواقع". ويرفض المتظاهرون خاصة الجماعات الجذرية هذه الإجراءات ويعتبرونها بمثابة مفاوضات مع العسكريين على حساب قضايا العدالة والمحاسبة. رصد إصابات وسط المحتجين
وتمكنت قوات الأمن من نقل "منطقة الاشتباك" من محطة شروني للحافلات إلى داخل حي الخرطوم (3) بالقرب من الشارع الرئيسي جنوب حديقة القرشي، في تكتيك أمني جديد لم يكن مألوفًا ف ووسط دعوات ب "عدم الاشتباك مع قوات الأمن" لجأ المتظاهرون إلى التصدي لعبوات الغاز قرب حديقة القرشي لمنع تقدم رجال الأمن ومدرعة المياه وناقلات الجنود. ومع استمرار تصدي المتظاهرين لعبوات الغاز وقعت إصابات متعددة في صفوف المحتجين بحسب ما رصد مراسل "الترا سودان" حيث تم نقل أكثر من عشر إصابات إلى المستشفى. وقالت ابتسام (24 عامًا) والتي شاركت في الموكب المركزي الذي انطلق من جنوب العاصمة ل"الترا سودان"، إنها نجت من الخطر بأعجوبة حينما طاردتها مدرعة الغاز من مسافة قريبة في الشارع الرئيسي. وأوضحت أن قوات الأمن اعتقلت بعض المتظاهرين بينهم نساء بالقرب من حديقة القرشي عقب المطاردات. وتقول هذه الفتاة إن التظاهرات لن تتوقف قبل تحقيق مطالب المحتجين التي تتمثل في الحكم المدني الكامل ومحاسبة "قتلة الشهداء".