تظاهر الآلاف في شارع القصر اليوم الاثنين استجابة لدعوات تنسيقيات لجان المقاومة لمليونية 24 كانون الثاني/يناير، فيما أطلقت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع لحظة وصول المحتجين إلى تقاطع "ستاك" مع شارع القصر. وتأتي الاحتجاجات التي انطلقت اليوم ضمن سلسلة من المليونيات حددتها تنسيقيات لجان المقاومة لهذا الشهر، وتقول إنها تعتزم إسقاط الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش في 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وتجمع الآلاف في تقاطع باشدار بحي الديوم جنوبي العاصمة، ومن ثم توجهوا إلى شارع محيط بحديقة القرشي جنوب شارع القصر مرورًا إلى محطة شروني للحافلات قبالة معمل ستاك المركزي. وترفع تنسيقيات لجان المقاومة بولاية الخرطوم شعارات بعدم الشراكة مع المكون العسكري إلى جانب رفض التفاوض، ويقولون إنهم جربوا خلال العامين الماضيين صيغة فاشلة من الشراكة لم تحرز تقدمًا في العدالة والقضايا المعيشية ومحاسبة رموز النظام البائد. وتقول عفراء علي (23 عامًا) وهي طبيبة مختبرات تشارك في الاحتجاجات، ل"الترا سودان"، إن المتظاهرين يحافظون على تصميم لاسقاط الانقلاب العسكري، ولا شيء يحول دون عودتنا إلى الشوارع أسبوعيًا أو يوميًا، على حد قولها. وفي الاحتجاجات التي تقدمت إلى شارع القصر دون مقاومة من القوات الأمنية، توقفت عند تقاطع "ستاك" مع شارع القصر قبل أن تبدأ القوات الأمنية في إطلاق الغاز بكثافة عالية اجبرت المتظاهرين على التراجع إلى الخلف. في تلك اللحظات انخرط متظاهرون في إبعاد عبوات الغاز عن محيط مركز الاحتجاجات، ورصد "الترا سودان" عمليات كر وفر بين الشرطة والمتظاهرين. واستبدلت القوات الأمنية خطتها اليوم بنشر وحدات من الشرطة في شارع القصر، فيما انتشرت قوات للأمن على جانبي شارع القصر قبالة جسر المسلمية وعلى الجهة الموازية غربًا جهة مستودعات القطارات. بينما يؤكد وليد حسن (40 عامًا) وهو متظاهر يشارك بانتظام في الاحتجاجات بمحطة شروني، أن السبيل الوحيد لإيقاف التظاهرات هو تنحي العسكريين عن السلطة وتسليمها إلى المدنيين. ويعتقد حسن أن المؤسسات معطلة بفعل الانقلاب، والعملة تخسر يوميًا نقاط قوتها بالتالي أصبح الوضع أقرب للانهيار. وتابع: "حتى إيرادات الذهب التي يمكن أن تحسن الاقتصاد غير مسيطر عليها من الدولة، وذلك لأن الانقلابيين لم يتمكنوا من فعل شيء منذ 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي". ورغم إصرار المحتجين اليوم على المرور إلى شارع القصر والوصول إلى مقر مجلس السيادة الانتقالي، إلا أن قوات الأمن كانت تطلق عبوات الغاز والقنابل الصوتية. وتصدى المحتجون في الخطوط الأمامية لإعادة عبوات الغاز عكس المتظاهرين، فيما كانت تطلق القوات الأمنية المزيد منها نحو المحتجين وأسفرت هذه العمليات في إبقاء "الموكب المركزي" محصورًا بين محطة شروني وتقاطع رئيسي بحي الخرطوم 3. ويقول شاب مُلقب ب"كولومبيا" بين أقرانه ومتخصص في اصطياد عبوات الغاز ويحصي يوميًا عدد العبوات التي أبعدها عن المتظاهرين لحمايتهم، واليوم قال إنه ينوي إعادة الكثير منها بحسب إفادته ل"الترا سودان". وأصبحت قطع مصممة من البراميل البلاستيكية بمثابة سترة واقية لمئات المتظاهرين من عبوات الغاز يحملونها باليد اليمنى وهم يتحركون نحو شارع القصرويرددون هتافات لشعراء سودانيين وهتافات أخرى مستوحاة من قصائد قام بتأليفها المتظاهرون أنفسهم خاصة في الفترات التي أعقبت فض اعتصام القيادة العامة في حزيران/يونيو 2019 وجميعها تناهض العسكريين. وفي تكتيك لم يكن مألوفًا قبل سقوط نظام البشير، يصمم المتظاهرون بأنفسهم أدوات الحماية من البراميل البلاستيكية إلى جانب ارتداء النظارات المستخدمة للسباحة والقفازات اليدوية والخوذ الرأسية، وبالنسبة لهم هذه التدابير تحميهم ليتقدموا نحو القصر الجمهوري، وهي من الأساليب المجربة خاصة في مليونية 19 كانون الأول/ ديسمبر الشهر الماضي، بحسب حديث الشاب الملقب ب"كولومبيا" ل"الترا سودان".