ذات المشاهد تتكرر منذ حقبة الاستقلال نقابات عمالية لا تستفيق من سباتها ابدا وأمراء حرب واحزاب وسياسيون ينتهزون كل فرصة لاستنزاف موارد الوطن وتجار دين وسياسة يضعون خطط للاختلاف يتصيدون بها ضحاياهم من الاحزاب والمكونات الاخرى. هذا هو الواقع السياسي للسودان الذي جعل السودانيون يتأكدون مع مرور كل يوم ان استقرار اوضاع السودان مع هذه الاحزاب والفئات اصبح حلم صعب المنال. احزاب وجماعات لا تعرف غير منطق الغالب الذي يفرض على المهزوم تقبل شروطه ثم يتحين الفرص لمحوه وهو منطق من يعتلون المناصب الان من (بغايا) الكيزان وخونة العسكر وحملة البنادق من الحركات المسلحة المتحالفة معهم وجميعهم تربصوا بالثورة ويتربصون ببعضهم البعض فقط تجمعهم المصالح ويرون ان من حقهم وحدهم صياغة سياسة السودان الجديد وفق تلك المصالح متناسين ما اعتراهم من فشل برغم اعترافهم بذلك الفشل علي لسان نائبهم الجنجويدي الجاهل الذي فضحهم عندما تكلم بالحقيقة عكس ما كان يريد ادعياءهم الذين يريدون الاستمرار في تمثيل ادوار البطولة الزائفة امام شعب ذكي قرر السير نحو المستقبل ولن يعود إلى الوراء بعد ان رأى بعينه ان لا احد منهم جدير بالثقة او الاحترام. لقد وضح للجميع كم الشعارات الكاذبة التي كانت تحملها تلك الحركات والاحزاب التي ما ان وجدت المكاتب المكيفة والسيارات الفارهة والمنازل الفسيحة والسلطة والمال حتى تناست معاناة بلادها واهلها ونسي اراذل دارفور معاناة اهلهم وتقتيلهم وتغريبهم واغتصاب نسائهم وتسابقوا لتشريع الانقلاب وتبريره وناصبوا الثوار العداء وفعلا صدق من قال (البجي من الغرب ما بسر القلب) وهذه ليست عنصرية بقدر ما هي شحنة غضب وجب التخلص منها. بماذا استفاد السودان من احزابه المتعددة وما الذي قدمه جبريل ابراهيم والهادي ادريس واركو مناوي ومالك عقار لاهلهم والقائمة طويلة وأفعالهم المشينة أطول وانبطاحهم لحميدتي والبرهان لا تخطئه عين وبيعهم لقضايا اهلهم من اجل عرض من الدنيا قليل واضح وقد اصبحوا مجرد مطايا للكيزان والعسكر والجنجويد يستخدمونم مقابل مناصب لا يستطعون من خلالها تحريك كرسي في السودان. لقد اصبحت الحركات المسلحة عبء ثقيل على الوطن وسرطان خبيث يتغلغل في جسده فليت الشرفاء من ابناء جيشنا يعجلون بإزالتها وتجريدها من سلاحها والقضاء على قادتها واستيصالها من جذورها الخبيثة مهما كانت التضحيات وطال الزمن او قصر جيشنا الوطني قادم على صدام دامي معها. امامنا معركة وجود مع كل هؤلاء عسكر وكيزان وامراء حرب من (الغرابة) ومع الجنجويد واحزاب انتهازية متسلقة وهي معركة نكون فيها او لا نكون نعيش او نموت ولا بد من النصر فيها مهما كبرت المهور او غلت. ويجب قطع دابر الكيزان تحديدا وتحجيمهم بسحق رأسهم الجديد المتخفي ذلك المدعو (جبريل ابراهيم) الذي دمر الاقتصاد ويخطط ويمهد لضرورة عودتهم.. لقد اخذ الكيزان فرصتهم كاملة لثلاث عقود دون ان يحدثوا فيها اي تقدم للسودان وانتهت تجربتهم بهزيمة مذلة لفكرهم المعتل الضال بعد ان ارتكبوا كل انواع الجرائم في حق هذا الوطن وشعبه وعليهم أن يستحوا ويستقيلوا من مناصبهم ويغرسوا رؤوسهم في التراب بعدما احدثوه من ضرر بهذا الوطن والثوار مطالبين بالاتزام والصمود حتى آخر نفس وعدم الرجوع إلى الوراء فلا يجب أن يفرض الظالم منطقه المقلوب مرة اخرى وعليهم أن يصمدوا حتى تتغير خريطة الحكم والسياسية في هذا البلد العظيم والى ان يسود حكم الشعب بحكم مدني عادل ورشيد. [email protected]