واصلت محكمة انقلاب اللواء عبد الباقي بكراوي عقد جلساتها بمباني اكاديمية كرري للتقانة العسكرية بمنطقة وادي سيدنا شمال امدرمان برئاسة اللواء الركن عباس محمد عثمان، واستمعت المحكمة التي انعقدت بكامل عضويتها في هيئتي الاتهام والدفاع الي اقوال بقية المتهمين من ضباط الصف، برتبة المساعد من سلاح المدرعات المشاركين في المحاولة الانقلابية والذين جرى استجوابهم بواسطة اللواء ابراهيم جالي. الإهانة و"مرمطة" الميري بدات الجلسة بسماع المساعد فني أمين أحمد عبد الله السيد ، من ابناء سنجة وهو يتبع للشؤون الفنية وقد نال عددا من التكريمات علي مستوي الوحدة كمهني صاحب خبرة كبيرة في البرادة ووصف تقرير الاستخبارات دوره بانه " شخصية ذو كاريزمه " حيث اقر بالمشاركة في المحاولة واضاف للجنة التحقيق انه يثق في قيادة الحركة وانه يعرف العميد خالد الصادق وتعامل معه كركن امداد وهو ضابط نظيف اليد عفيف اللسان "ولما جيت ولقيته مع سيادتو بكراوي في رئاسة السلاح كبرت وقلت له سعادتك والله البلد رجالها جوو الان ونحن من هنا قدام بس مافي رجعة ومشيت الهنقر وقمت بواجباتي المعتادة حتي قالوو بعداك كما كنت وقفت". اما عن دوافع المشاركة فقد افاد بانه يحس بالاهانة كلما راي كيف تبدلت نظرة الشعب للجيش ومرمطة الميري "كيف نقبل الاهانات دي من عيال مساكين عاملين ليهم غسيل دماغ ويصور لهم الاعداء والعملاء انه الجيش عدو وانه مليشيات قبلية تابعة لخشم بيت هي نديد للقوات المسلحة وممكن تحل محلها !!؟؟ انا شخصيا يا جنابو كان اموت الكلام دا ما ببلعو والله انتو ضباط وقادة انت لواء عاوز تقبلها علي شرفك المهني اقبلها انت حر لكن جيشنا دا ما يتمرمط دا موقفنا ودا كلامنا والتاريخ سيسجله لينا". مغتصب النساء بعدها تمت تلاوة اقوال المساعد عبد المنعم جيب الله وموطنه الاصلي كسلا يعمل تعلمجي في مركز التدريب القتالي للمدرعات ومتخصص في تعليم اطقم الدبابة الروسية تي 55 وال بي تي ار وقد سجل تاريخه المهني بحسب ما جاء في يومية التحري انه خدم في كافة مناطق العمليات بجنوب وغرب السودان وجنوب النيل الازرق وان له سمعة حسنة ومشهود له بالانضباط وافاد بانه سمع بالتحرك من عساكر تابعين له قام بتدريبهم فارتدي "لبس خمسة" وسارع الي رئاسة اركان الفرقة المدرعة والتقي بالعميد عبد الحليم جبريل قبل ان يغادر حليم الي استلام القيادة العامة وسمع منه تنويرا موجزا عن التحرك ودوافعه وقال "ما قدرت اضيف كلمة لقيت كل اللي كنت بفتش له من سنوات الجيش جيشنا ودا يوم الرجالة ويوم استرداد الكرامة يا سعادتك رجال ركبوا وسمعت اسماء بعضها اعرفه وبعضها سمعت عنهم مثل العميد بشري والمقدم مامون ناس مشهود لهم بالمواقف والكرامة انحن وصلنا مرحلة بعد اثنين وثلاثنين سنة خدمة بقينا ما قادرين نلبس ميري قدام عيالنا نحس اننا عار علي الميري اللي دفنا بيه رجال في الجيش دا في مناطق العمليات الليلة يقولو علينا الجيش مغتصب النساء والجيش اللي بيقتل مواطنيه وكمان مليشيات توزع الرتب علي الاصهار والاحباب انا تعلمجي من اول يوم ادرب الجندي علي الصبر والثبات وانتظار الترقية والحوافز ومنظومة الانضباط الجندي بتاعي لما يلقي في زول يمت بصلة القرابة بيبقي ضابط عظيم عقيد ورائد لانه من قبيلة كدا او ابن اعم فلان تاني سيحترمني انا الصول كيف؟؟؟ دا كلام يا جنابووو؟؟ العوج عوج والدوغري دوووغري يا سعادتك خافوووو الله في جيشنا دا اللي انتوا القادة اليوم فيه وفي شرفنا" .. وصمت اللواء وهو يتلووو اقوال المساعد بحسب شهود المحكمة. ران صمت علي المحكمة .. وطلب اللواء عباس بصوت اجش من رئيس لجنة التحقيق الاستمرار، فاكمل: " دوافعنا والله مافيها غير الشرف للجندية واعادة الامور لمحلها زي ما فهمت من القادة والضباط اللي كانوا علي راس الشغلانة ودا كلام انا مستعد اقدم روحي فداءه واموت عشانه لانه الحكاية دي وصلت مرحلة انا جاهز اموت ولا اعيش بذلة فيها .. مافي ندم ولا عاوز ارجع وراء واكرر الان كان رجعت الحوش دا تاني والله اركب مدرعاتي بعساكري وبدون ضباط.." توزع الرتب مثل"حلاوة قطن" اعطي رئيس المحكمة عشرة دقيقة صفا "استراحة" ثم اعاد الجميع للقاعة بعد نصف ساعة وبدات الجلسة تكمل اقوال بقية ضباط الصف، فتلا اللواء معتصم اقوال المساعد حامد محمد سليمان جمعة الشهير بابو سرعة من شعبة استخبارات المدرعات واصوله من شمال كردفان قرية ام عردة ووصفه رئيس اللجنة بحسب تقاريره بانه طاقم دروع مقاتلة متميز خدم في مناطق عمليات عديدة ويمتاز بالمهارة في الرماية والدقة في التصويب والكفاءة.. وجاءت افادته بانه عرف بان هناك تحرك وانه شخصيا كان يتحرق ليشهد يوما ينتفض فيه الجيش ويثأر لنفسه ولكرامته "الناس كل يوم تشوف الذلة وتشوف المهانة وتسكت نحن في الاستوائية وجنوب كردفان قاتلنا متمردين علي الدولة وحاربناهم بشرف انا جندي ما حصل شفت ولا سمعت بمواطن يقتله جيش بالعكس نحن نموت عشان نؤمن للمواطن حياة كريمة كيف الناس تطعن في شرفنا وفي مهنيتنا وتصفنا باننا مغتصبين وقتلة انحن اولاد بيوت واولاد قبائل سعادتك انتوا ما بتسمعوو كلام التواصل الاجتماعي وكلام الشماسة اللي اعطيتوهم سلطة واديتوهم الحق يتكلموا ؟ بيتطاولوا علي جيشنا وعلي شرفه الجيش الماتوا فيه رجال واستشهدوا عشان عزة تعود عروس زاهية زي مسك الختام الليلة بقينا نحن جنود نتفرج علي مؤسستنا تفكك والمليشات توزع الرتب زي حلاوة قطن سعادتك في المولد وعاوزننا نحترمكم" , ويبدو انه وقعت مشادة بين المساعد المساعد حامد سليمان وضابط التحقيق بسبب حذف بعض الاقوال) .. بالنسبة للدوافع افاد المساعد حامد سليمان بانه لا يطمح لشئ شخصي وانه وصل عمر لا يريد شئ من الدنيا الا اللهم حسن الختامة "لكن جيش اديناه عمرنا الزاهر ما بنسلمه فطيس للمليشات والبلد تروح دا دافعي اللي اقتنعت بيه العقيد مصعب كنور والمقدم عصام دابي الليل بلدياتنا والمقدم مصطفي قمر ديل شباب مقاتل وفرسان مفروض يقودوا البلد مش الشماسة الراكبين ديل، وانا سمعت اسماءهم استبشرت وبقية الضباط خالد الصادق والمساعد حاتم عبد الرحيم زميلي ديل ناس لو مشوا النار مولعه انا بخوضها معاهم اخوة شرف ورجال جندية لهم شنة ورنة مش مليشيات تعلق الرتب زي ديكور الحفلة.. ما نادم ما نادم الدروة حق والموت حق لكن مافي ندم.." واعترض الاتهام علي نقطة اوقفه فيها اللواء عباس رئيس المحكمة وطلب من اللواء معتصم الاستمرار في سرد اقول بقية المتهمين، فختم باقوال الرقيب اول حماد أحمد تاور إبراهيم والرقيب أول سليمان عبد الساوي سليمان بخيت، وتعليق العميدين ماهر حسن علي امين وحسن المنصوري في الحلقة القادمة.