لو أن للآجال عمرا يُشترى … لأعيش ثانية وأنظم سُكّرا تمضي بنا الأيام مرَّ سحابة … ويقال عنا قد قضى متأخرا فكأن بالأمس القريب أخاله … جئت الحياة لها نثرت معطرا وكأنني ما زلت في عمر الصبا … لكنما يأتي المشيب مبكرا وأخادعنَّ النفس لا أُلفى بها … إلا خداعا ظاهرا ومسيطرا لم يبق من عمر قصير ما يفي … آمال نفس حاذرت أن تحذرا تمضي السنون على تراب قاحل … ضمَّ الرفات وظل سجنا قاهرا هل يا ترى بالموت أفقد زاخرا … من فيض علم قد جمعت مثابرا . أم أن بعد الموت ألقى ما أنا … أحببت في دنياي أعشق ما أرى؟ كم من جمال عشت فيه مقيِّدا … نفسي وسرت مع الجمال متى سرى انفض سامرنا وراح مراحنا … ذهب الشباب وما فتئت معبرا في كل زاوية لنا أنشودة … عبقت بطيب الياسمين تبخترا فالشرق يعرفني ويعرف ماهرا … في شعره طرق النداوة أبحرا خبب , بسيط أو بكامل نظمه … جاء المعاني تستطيب الوافرا غنى له شعب العراق ومغرب … وأقام دولته قديرا ماهرا يسعى إليه النابغون مديحهم … حفظ الوداد وللبلاغة سطرا حتى كأني من عظيم ثنائهم … كانت قلادته المرصع أحمرا غطى لأكتاف وشاح فخاره … طربا يهز العطف زاد مفاخرا يا رب يوم كنت فيه مغردا … ما جئت إلا بالجمال مسامرا ومدحت أفذاذ الرجال ولم أزل … لم أحن رأسا بالدهان مشطّرا ملك أنا بين الملوك رصيفهم … ركب الصعاب ولا تبختر وازدرى قالت لي الحسناء وهي ترومني … أكذا تردُّ على غبي اِفترى أين البطانة في عظيم مكانة … لتردَّ عنك سؤال من لك اشترى قلت الحياة لنا طريق عابر … نحو الفسيح وللصلافة أنكرا لو عشت عمرا بعد عمري مرة … أخرى وأخرى ما عرفت تكبرا وحفظت حق الصالحين ولم أزل … أرعى ودادا للذي لي أكبرا ما راعني إلا قضاء حاذق … خطف الأحبة عائدين إلى ثرى دمعي أكفكفه بموت عزيزة … فإذا بدمع آخر يهمي جرى الحزن يعرفني رقيقا باكيا … فأقام خيمته بقلبي عسكرا ماذا ترى لو عشت قلبا قاسيا … ما حنَّ يوما أو تلفّت للورا لرأيت من رغد الحياة جمالها … ولعشت عمرا في ربيع مقمرا سبعون عاما ربما قد عشتها … كانت أرق من الورود وأنضرا في رحلة أرضت لصدر مائج … حمل المآثر لا يمل لها برى ******** هل لي ببعض العمر أحيا ما مضى … ولجرت كنوز عند كفي أنهرا لأعود أنفق من جديد على الألى … حُرموا الحياة وما رأيت تذمرا الصابرون بفقرهم لمصيبة … والمؤمنون بربنا مهما جرى يا رب إني لم أعش بثباتهم … حين الشديد قد طرقت منابرا جزعي يؤرقني وعفوك واسع … فارحم لضعفي إذ أتيتك شاعرا لا لست أطرق غير بابك رحمة … أنت الذي تدري وغيرك ما درى لوّامتي زجرت لفعل شائن … كم لمت نفسي حينذاك كما ترى وبكيت إشفاقا بيوم مرعب … رصد الكبير من الأمور وأصغرا يا ربي فاعصم لي عن الزلل الذي … لا ترتضيه وكن رحيما غافرا . [email protected]