1. رغم أن الهدف المباشر للتغيير الجذري اسقاط انقلاب 25 أكتوبر وقيام الحكم المدني الديمقراطي ، وتنفيذ مهام الفترة الانتقالية حتى قيام المؤتمر الدستوري والانتخابات الحرة النزيهة في نهايتها ، الا أنه مع ذلك دار جدل كثير حول التغيير الجذري وطُرحت أسئلة كثيرة عن ما هية التغيير الجذري؟ ، بل حدث تشويه من بعض القوى الرافضة للثورة والسير بها حتى تحقيق أهدافها ومهام الفترة الانتقالية مثل القول: – التغيير الجذري يؤسس للماركسية ، كما صرح رئيس مكتب السياسات بحزب الأمة امام الحلو. – التغيير الجذري يستوجب حمل السلاح لاستلام السلطة من القوى الانقلابية المسلحة القابضة عليها ، كما ذكرت الكاتبة الصحفية رشا عوض. – التغيير الجذري دعوة لشق الصف. – قفزة فوق المراحل لانجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية . – بديل للتحالف الواسع لاسقاط الانقلاب. – هو تحالف الجبهة الوطنية الديمقراطية . – هو تحالف استراتيجي. – أي تغيير لا يحتوي علي العلمانية لا يُعتبر جذريا. وغير ذلك من الهجوم غير المؤسس علي مفهوم التغيير الجذري ، وبرنامج تحالف قوى التغيير الجذري. 2 . واضح من الادعاءات أعلاه حول التغيير الجذري لا أساس لها من الصحة كما في الآتي: – رغم أن الماركسية هي منهج للحزب الشيوعي لدراسة الواقع بذهن مفتوح لاستيعابه والعمل علي تغييره ، الا أن تحالف قوى التغيير الجذري يضم قوى متباينة سياسيا ونقابيا ، وحركات مطلبية . الخ الا أنها ليست كلها ماركسية ، بل يحمعها البرنامج المشترك للتغيير الجذري. – تحالف قوى التغيير الجذري لا يستوجب حمل السلاح لاسقاط الانقلاب العسكري الجائم علي صدر شعبنا ، فقد اسقط شعبنا السلطة الاستعمارية بسلاح السلمية بطريق ديمقراطي جماهيري ، رغم جيوشها المدججة بأحدث الأمسلحة في ثورة الاستقلال 1956م ، وصدح الفنان حسن خليفة العطبراوي بأغنية : "ياغريب يالله لبلدك . لملم عددك انتهت مددك . الخ"، وكذلك اسقط شعب السودان ديكناتورية عبود في ثورة اكتوبر 1964م بسلاح السلمية رغم دعوات حمل السلاح من العناصر التى انقسمت من الحزب الشيوعي في صيف 1964م ، وطالبت بحمل السلاح في محاولة لنقل أعمى للتجربة الصينية ، وكذلك اسقط شعب السودان ديكتاتورية مايو في انتفاضة مارس- ابريل 1985م ، وازاح الطاعية البشير في ثورة ديسمبر 2018م ، بسلاح السلمية ، وسيتم اسقاط انقلاب 25 أكتوبر الدموي الراهن بسلاح السلمية. فالجماهير كما أشارت الماركسية تلعب دورا حاسما في التغيير كما في الثورات العظيمة في التاريخ ، فهي المنتج للثقافة المادية والروحية ، وعن طريق عملها يحصل المجتمع علي وسائل العيش وصنع أدوات الإنتاج ، وأن الجماهير في الثورات تتحول الي قوة مادية لا تقهر.. 3 . برنامج التغيير الجذري ليس دعوة لشق الصف ، بل يسير قدما نحو اسقاط الانقلاب وقيام الدولة المدنية الديمقراطية وعودة العسكر للثكنات ، وتفكيك التمكين واسترداد أموال الشعب المنهوبة ، وعودة شركات الجيش والأمن والشرطة والجنجويد لولاية وزارة المالية وحل الدعم السريع ومليشيات المؤتمر الوطني والأمن الشعبي الخ ، جيوش الحركات ، وقيام الجيش القومي المهني الموحد والحل الشامل والعادل بعد إلغاء اتفاق جوبا الذي تحول لمحاصصات وفساد ونهب ويهدد وحدة البلاد ، والسيادة الوطنية ووقف نهب وتهريب ثروات البلاد وقيام علاقات خارجية متوازنة ، الخ. عكس قوى "الهبوط الناعم" التي شقت صف الثوار وتوجهت شطر العسكر للتسوية والتفاوض ، لإعادة إنتاج شراكة دم جديدة ، مع العسكر وحركات جوبا التي شاركت في انقلاب 25 أكتوبر ، والجنجويد ، وقبل ذلك تنكرت لميثاق قوى الحرية والتغيير 2019م ، ووقعت علي الوثيقة الدستورية "المعيبة" التى أنتجت شراكة هيمن فيها العسكر والجنجويد علي السلطة والاقتصاد والإعلام وبنك السودان والاتصالات ، عطلوا تنفيذ مهام الفترة الانتقالية حتى انقلاب 25 أكتوبر الذي اطاح بالمدنيين في السلطة. – التغيير الجذري ليس قفزة في الظلام لانجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية ، بل هو تحالف لانجاز مهام الفترة الانتقالية وأهداف الثورة ، مما يفتح الطريق لانجاز مهام الثور الوطنية الديمقراطية ، وقيام المجتمع الصناعي الزراعي المتطور. – التغيير الجذري ليس تحالف للجبهة الوطنية الديمقراطية التي تضم العمال والمزارعين والمثقفين الثوريين والرأسمالية الوطنية المنتجة ، بل هو تحالف لقوى متعددة نقابية وسياسية ومطلبية. – تحالف التغيير الجذري ليس هو التحالف الاستراتيجي ، علما بأن التحالف الاسنراتيجي هو تحالف ثابت بين الشيوعيين والديمقراطيين علي طول المرحلة الوطنية الديمقراطية لانجاز مهامها مثل: الجبهة الديمقراطية وسط الطلاب ، الروايط الاشتراكية والجباه الديمقراطية وسط المهنيين والموظفين ، الجبهة النقابية وسط الععال ، الاتحاد النسائي السوداني ، اتحاد الشباب السوداني ، والتنظيم الديمقراطي وسط المزارعين ، التحالف الديمقراطي في الحي. الخ. لكن تحالف قى التغيير الجذري الراهن رغم أنه يضم بعض هذه التحالفات الاستراتيجية ، لكنه أوسع من التحالف الاستراتيجي. – العلمانية وحدها بدون الديمقراطية ليست شرطا للتغيير الجذري على سبيل المثال : هتلر كان علمانيا، ولكنه كان عنصريا نازيا معاديا للانسانية تسبب في حرب عالمية ثانية باسم تفوق الجنس الاري الالماني ، وكان معاديا للديمقراطية و للتغيير الجذري. 4 . ما هو المقصود بتحالف التغيير الجذري في الفترة الراهنة من الثورة السودانية؟ * المقصود ليس التحالف والاتفاق علي الميثاق للفترة الانتقالية ، بل العمل علي تنفيذه ، وعدم تكرار تجارب الانتقال السابقة بعدم انجاز مهام الفترة الانتقالية ، كما حدث بعد ثورة أكتوبر 1964م وانتفاضة مارس – ابريل 1985م ، وثورة ديسمبر حتى انقلاب أكتوبر 2018م ، التي اصبحت مواثيقها حبرا علي ورق مثل: – ميثاق أكتوبر 1964م . – ميثاق التجمع الوطني لانقاذ الوطن 1985م . – ميثاق التجمع الوطني الديمقراطي 1995م . – البديل الديمقراطي 2012م . – ميثاق إعادة هيكلة الدولة السودانية ، أبريل 2016م . – إعلان قوى الحرية والتغيير، يناير 2019م . وكانت النتيجة كما أشرنا سابقا: – تعميق الفقر والمجاعات والفوارق الطبقية والتبعية للخارج. – ديون خارجية وصلت 62 مليار دولار . – تنمية غير متوازنة أدت للحروب في الهامش وانفصال الجنوب ، واتفاقات سلام هشة تهدد وحدة البلاد كما في اتفاق جوبا الحالي. – نهب ثروات البلاد وتهريبها للخارج . – فقدان السيادة الوطنية واحتلال أراضي سودانية (حلايب ، شلاتين ، أبو رماد ، الفشقة. الخ). ( نواصل) [email protected]