يصل مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إلى السودان في زيارة تستمر من 13 إلى 16 نوفمبر الجاري، هي الأولى من نوعها لأي من بلدان العالم منذ توليه منصبه. وعين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، فولكر تورك، من النمسا، مفوضا ساميا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، بعد موافقة الجمعية العامة. ورغم إلغاء حالة الطوارئ والذي منح جميع أجهزة الأمن سلطات الاعتقال والتفتيش ومصادرة الممتلكات والدخول إلى الأماكن العامة والخاصة، لا تزال السلطات الإنقلابية تواصل في أساليبها القمعية. ومنذ أكثر من عام، ظلت لجان المقاومة تقود الاحتجاجات السلمية ضد سلطات الانقلاب، بينما ظلت القوات الأمنية تواجه المظاهرات السلمية بالعنف المفرط، ما أدى لاستشهاد 119 متظاهرا. وقالت المفوضية، في بيان حصلت عليه (الديمقراطي)، إن المفوض سيعقد لقاءات مع رئيس الانقلاب عبدالفتاح البرهان وعدد من كبار المسؤولين السودانيين. وأشارت إلى أن المفوض سيلتقي بممثلي المفوضية القومية لحقوق الإنسان، ومؤسسات المجتمع المدني، بما فيه مجموعات النساء والشباب، فضلاً عن ممثلين عن وكالات الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية. كما سيزور مدينة الفاشر في شمال دارفور للقاء مسؤولين بحكومة الإقليم، وممثلين عن النازحين ومنظمات المجتمع المدني. وسيختتم المفوض السامي زيارته بعقد مؤتمر صحفي بالخرطوم يوم الأربعاء 16 نوفمبر في الساعة الواحدة والنصف ظهراً بالتوقيت المحلي. وتستخدم قوات الانقلاب الأسلحة المضادة للطيران والكلاشنكوف وسلاح الخرطوش الذي يطلق مقذوفات متناثرة ومسدسات تعمل بالليزر مسببة كسوراً في الأيادي، علاوة على القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع والأسلحة البيضاء؛ في قمع الاحتجاجات التي تُطالب بإسقاط انقلاب 25 أكتوبر 2021 على الحكم الانتقالي وسلطته المدنية. وتقول منظمة (حاضرين) التي تقدم خدمات الرعاية لمصابي المواكب، في تقرير، إن فريقها العامل رصد أكثر من 7 آلاف مصاب بينهم ما يزيد عن 400 طفل. ومن بين الإصابات 955 إصابة بالرصاص و274 حالة بطلق ناري متناثر "خرطوش" و65 بسبب الدهس بواسطة سيارات الانقلاب. ووفقًا للتقرير، الذي يُغطي من 25 أكتوبر 2021 إلى 4 أغسطس 2022، فإن 9 من بين الإصابات أدت لحدوث درجات مختلفة من الشلل، وجرى استئصال العين المصابة ل 12 ثائرًا، إضافة إلى تسجيل 50 حالة عنف جنسي. وانقلب الجنرال عبدالفتاح البرهان في 25 أكتوبر 2021م على السلطة الانتقالية التي نصبتها ثورة ديسمبر بعد الإطاحة بنظام المخلوع عمر البشير، وواجه الشعب السوداني الانقلاب بمقاومة أبرز أشكالها المواكب الاحتجاجية التي نظمتها وتنظمها لجان المقاومة، وقابلتها السلطة الانقلابية بعنف وحشي.