* لم ينلْ منهم الأذى وهم يسعون طمعاً في مغانم الدنيا؛ ولم تكن المصائب التي حلت بهم في سبيل مصلحة شخصية أو أسرية؛ بل كان سعيهم لأجل الظفر بوطن عالي المقام يحلم به الجميع؛ تسوده الحرية والعدالة والكرامة.. ففي أشرف الميادين تعرضوا للإصابات.. وكل إصابة بمثابة (وسام) أكبر من أي تعبير عندي..! * إنهم (المصابون الأبطال) الذين تم استهدافهم في مواكب الثورة السودانية من قبل مليشيات المجلس الانقلابي الحاقد.. وبعض المصابين فقدوا أجزاء عزيزة من أجسادهم.. و.. بعضهم توالت عليهم ظروف الحياة الصعبة مع العجز عن الحركة واستحالة مزاولة أي عمل جراء تعدد الإصابات.. ثم تأتي معضلة الأسر التي دخلت في امتحان عصيب؛ وهي ترى أبناءها تحت رحمة الكسور والجروح العميقة والشلل وما تبقى من فجائع يطول سردها؛ تسببت فيها شرطة الانقلاب وباقي المليشيات الارتزاقية التي تستهدف الشعب الثائر (كعدو)! ذلك من أجل الحفاظ على (أسيادهم)! وأعني طغمة القصر الجمهوري الفاسدة المتسلطة بالسلاح. * مصابو الثورة السودانية الأعزاء الأبطال؛ واجبنا مساندة أي جهد يخفف على أسرهم تكاليف العلاج والرعاية.. فكان عون الخيرين مطمئناً رغم العسر العام.. ومما يسر القلوب أن نرى فكرة (صناديق الأبطال) المخصصة لعلاج مصابي الثورة تنطلق بقيادة أحد الأصدقاء الخيرين (د. فخرالدين عوض حسن عبدالعال) البعيد عن الوطن؛ الحاضر معه الوطن وأبطاله الثوار على مدار ساعات الغربة.. وبهمته العالية بلغ العدد حتى كتابة هذه السطور (7 صناديق) لعلاج المصابين. * دكتور فخرالدين جعل صناديق المساهمة في علاج مصابي الثورة واقعاً يسير للأمام؛ يشارك فيه الكافة من بنات وأبناء الوطن المخلصين عبر التبرع المباشر لأسر المصابين (بمنتهى الشفافية).. وهذا أقل واجب نفعله جميعاً إزاء هذه الشريحة التي استرخصت الدماء في سبيل وطن معافى من العسكر و(الكيزان). أعوذ بالله. ———-