قال سياسيون إن قوات "درع السودان" العسكرية، التي أعلن عن تشكيلها مؤخراً، هي صناعة كيزانية خالصة، مؤكدين أن النظام البائد عمل على تكوينها وتدريبها، بمباركة قائد الانقلاب الذي سكت عن الاستعراض العسكري للمليشيات الجديدة. وكانت المليشيا العسكرية التي حملت اسم "درع السودان" نظمت عرضاً عسكرياً، ضخماً السبت الماضي، في منطقة خلوية نائية تسمى "جبال الغُر" بسهل البطانة جنوب شرق العاصمة الخرطوم. وظهرت قوات المليشيات الجديدة، وهي ترتدي زياً عسكرياً مطابقاً لزي الجيش السوداني، وتستقل سيارات الدفع الرباعي العسكرية بكامل عتادها، دون ان تتحرك السلطة الانقلابية. وقال رئيس الحزب الاتحادي الموحد، محمد عصمت يحيى، ل (الديمقراطي) إن الانقلاب منذ بدايته اتجهت قيادته نحو القبائل لتجييشها، لمواجهة ثورة ديسمبر المجيدة. وأشار إلى الزيارات المتكررة التي قام بها قادة الانقلاب في كافة مناطق السودان واستضافة بعض قيادات القبائل، لاستمالتهم ومحاولة لجعلهم حاضنة للانقلابيين. وأوضح عصمت أن محاولة التجييش وبناء مليشيات بولايات السودان المختلفة تتم بموافقة "صريحة او ضمنية" من المكون العسكري، مضيفاً: "لذلك نشهد قيام ميليشات دون أن يتم حسمها بواسطة المكون العسكري الذي يدير البلاد الآن". واستغرب عصمت عدم تحرك المكون العسكري لحسم قيام المليشيات الجديدة المسماة درع السودان، وهو يمتلك كافة الأجهزة النظامية والأمنية، وأضاف "لا يمكن قيامها الا بإذن وضوء أخضر من الانقلابيين". من جهته قال القيادي بحزب الأمة القومي، عروة الصادق، ل (الديمقراطي) إن المليشيات الجديدة ربيبة أجهزة استخبارات في القوات النظامية وبها عناصر من مرفودي القوات النظامية ومنتسبي الحركة الاسلامية والتنظيم البائد. وذكر أن "بعض أفراد القوات جزء من منظومة الدفاع والأمن الشعبي، وهؤلاء يتحركون بإشراف جنرالات في الخدمة، يوفرون لهم التمويل والتغطية الأمنية والإسناد اللوجستي". واشار إلى أن قيادة المليشيات قامت بطباعة بطاقات لهم بذات التصميم الذي تصممه القوات النظامية وفي مطابع معلومة، ولا يتم مساءلتهم عن انتحال صفات ضباط وضباط صف وجنود. وأضاف عروة "تقف خلف هذه المليشيات منصات سياسية وواجهات حزبية للحزب المحلول والحركة الاسلامية، وإعلام يروج لمظالم تلك الأقاليم المشروعة بصورة تحمل طابع إثني وجهوي". وتابع: "هذه التحركات تحت مرأى ومسمع أجهزة الأمن والشرطة والجيش على رأسهم البرهان ونائبه". وأشار الى أنه "سبق وتم تكوين عدد من الجيوش الشبيهة لدرع السودان كانت وظيفتها شد الأطراف للحكومة الانتقالية حتى الاسقاط، وهذا التوجه لا يخرج من تحركات تعزز توجه رافض للحل السياسي الشامل للأزمة السودانية بالطرق السلمية". الديمقراطي