في الوقت الذي يشعر فيه الكثير من أهلنا في السودان بالرضا النفسي والشعور بقيمة الجهد الذي بذله الأحرار من أجل التوافق نجد آخرون يعانون من الإحساس بالدونية وعقدة النقص والشعور بتدن الذات قد أصابتهم التعاسة كون منافسوهم الساسة تجاوزوا كثيراً من الخلافات فيما بينهم وتوافقوا وهم بصدد تشكيل حكومة وطنية تُخرج السودان من عنق الزجاجة الأمر الذي أصاب تلك الفئة الخائنة العميلة بخيبة الأمل فأخذ بعضهم يدعو علانية لخلط الاوراق وتوزيعها بطريقة مغايرة وفي ملعب مغاير يمتلكه سادتهم في "العين السخنة وشرم الشيخ" آملين ان يتمكن سادتهم هناك من مساعدتهم في قلب الامور لصالحهم او ليبقى الوطن في حالة استمرار من الفوضى والفُراق بين الاخوة والاشقاء بعدم وجود حاكم رشيد وان يظل الوطن في حالة فراغ سياسي يدفع الى البلبلة وهذا هو سلوك العبيد بعينه.. بالله عليكم كيف وبعد ان عقدنا الامر في بيتنا وتوافقنا بمساعدة الاصدقاء ومن يحبون لنا الخير والتقدم يخرج علينا هؤلاء يريدون نقلنا خارج بيتنا وخارج عاصمتنا وقاعة صداقتنا لنعيد التفاوض من جديد في بيت من يحتلون أرضنا ولا يخفون أطماعهم في مياهنا وخيرات بلادن ويرون ان اي تقدم ننجزه هو خصما عليهم .. أليس هذا هو منطق العبيد ومنطق الخونة ومنطق العملاء؟ . يبدو ان المدعو "أردول" ورفاقه لا يقتصر الامر عندهم الي ما أشرنا إليه بل صارت الدعوة إلى الخيانة والعمالة عندهم علانية بدون اي تحفظ او حياء . فما هذا الجنون الذي نراه ؟ فقد اصبحوا يهددون بتحريك الشارع وإفتعال الفوضي لتقويض نجاحات الاحرار.. العبودية وضاعة وإنحطاط وإنعدام شرف وهي مرض مزمن صعب العلاج وهولاء لا يستطيعون التخلص من مرض عبوديتهم للاخرين لذلك ويجب الوقوف لهم وأما عالجوهم بقول "المتنبي" أو اجتثوهم من عروقهم الخبيثة. لان العبد أبداً لا يكن ولاء لوطنه او لعائلته او لاسرته او لفريقه بل هو في حالة خيانة دائمة ويكون ولاءه دائماً وابداً لسيده حتى لو ألحق الذل والهوان به وبعائلته وبقومه وذلك لشعوره الدائم بالدونية والحقارة والإنكسار والتضاؤل لذلك يظل ابداً رهن ارادة سيده الذي كل ما زاد في إذلاله يُشعر ذلك نفسه المريضة باللذة والنشوة. حقاً.. لا تَشْتَرِ العَبْدَ إلاّ وَالعَصَا مَعَهُ إنّ العَبيدَ لأنْجَاسٌ مَنَاكِيدُ.