1- خلال الاثني عشر شهر الماضية التي انقضت في العام الماضي 2022م ، نشرت الصحف السودانية والهندية الكثير المثيرعن محاولات تهريب الذهب التي تم الكشف عنها في مرات عديدة بمطار الخرطوم ومطار مومباي، ورايت ان اقدم عينة من هذه المحاولات الفاشلة بهدف طرح سؤال: لماذا اصبحت الهند دون دول كثيرة قبلة عصابات تهريب الذهب ؟!! . (أ)- نشرت الصحف خبر في منتصف يونيو الفائت جاء فيه، ان سلطات مطارمومباي بالهند اوقفت مواطنة سودانية بعد محاولتها تهريب (840) جراما من الذهب . وكانت المواطنة السودانية قادمة إلي مومباي من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. (ب)- وجاءت الصحف في شهر يوليو الماضي بخبر اخرعن محاولة تهريب ذهب وافادت ، ان سلطات مطار مومباي اوقفت في الهند امرأتين سودانيتين ، عثر بحوزتهما على حوالي (1،39) كيلو جراماً من الذهب ، بغرض تهريبها . وقالت سلطات الجمارك في بيان لها ، إن السيدتين قدمتا من الشارقة في دولة الإمارات ، على متن رحلة طيران تابعة لشركة العربية. (ج)- مرة اخري وفي نفس شهر يوليو الماضي جاء خبر وافاد ، ان سلطات الجمارك الهندية تمكنت من ضبط ثلاث سيدات يحملن الجنسية السودانية حاولن تهريب (2،6) كيلو جراماً من الذهب إلى داخل الهند ، في مطار (كوشين) الدولي بمدينة (كوشي). (د)- وجاء خبر اخر قديم نشر في الصحف بتاريخ يوم 11/ سبتمبر 2022م وافاد ، ان سلطات جمارك موباي بالهند اعتقلت (6) سودانيين أثناء محاولتهم تهريب (12) سبيكة من الذهب تزن كل منها كيلوغرامًا واحدًا تم إخفاؤها في حزام مصمم خصيصًا ليرتديه أحد الركاب السودانيين ، وان المتهمين حاولوا اختلاق مشاجرة لإلهاء ضباط وحدة الاستخبارات الجوية التابعة للجمارك الهندية عن تفتيش الراكب السوداني الذي بحوزته الذهب المهرب ، وقال مسؤول إن ستة ركاب سودانيين آخرين ، الذين زادوا من الضجة بمقاومة إجراءات التفتيش ، تم إرسالهم إلى بلدهم الأصلي مع حظر دائم من دخول الهند. (ه) : في يوم 19/ سبتمبر 2022م ، نشرت "مونتي كاروو" الاخبارية خبر جاء تحت عنوان (القبض على سيدة سودانية حاولت تهريب ذهب داخل ملابسها الداخلية واماكن حساسة) ، وجاء فيه : (القت السلطات الهندية بمطار كلكتا على امرأة سودانية اثناء محاولتها تهريب (1930م) جرام من الذهب تقدر قيمتها بمائة وخمسة الف دولار ، ونشرت عدد من الصحف الهندية الحادثة وقالت ان الراكبة السودانية وصلت الى مطار كلكتا في تمام الساعة السابعة والربع من مساء السبت الماضي على متن طيران الامارات حيث فحص مسؤولو الجمارك جواز سفرها ووثائق أخرى وامتعتها قبل السماح لها بعبور المنطقة الخضراء ، ومع ذلك ، اشتبه ضباط من وحدة المخابرات الجوية بجمارك كلكتا في وجود خلل في طريقة سيرها واعترضوها وأخذوها في إجراءات تفتيش صارمة حيث اكتشفوا انها تخفي كيسين من الذهب المطحون وكبسولتين من عجينة الذهب في داخل ملابسها الداخلية اضافة الى اماكن حساسة ، واعتبر مسؤولو الجمارك بالمطار أنها تعد اكبر شحنة ذهب تصادر من راكب واحد في الآونة الأخيرة. 2- كان لابد ازاء هذا الزخم المتكرر من محاولات تهريب الذهب التي قاموا بها سودانيين ، ان تسعي السلطات الامنية في الهند الي فك لغز سبب اهتمام المهربين السودانيين بان تكون الهند بالذات دون بقية دول اسيا الاخري قبلة لنشاطهم في التهريب خصوصآ وهو شيء لم يعتادوا عليه في ظل سمعة السودانيين الطيبة في الهند ، وان مطارات الهند لم تعرف من قبل جرائم تهريب قاموا بها سودانيين؟!! . 3- لو قمنا بمراجعة ما نشر من قبل في الصحف السودانية والهندية والاجنبية عن محاولات تهريب الذهب والدولارات في الثلاثة اعوام الماضية من قبل المهربيين السودانيين ، وراجعنا ايضآ الاخبار التي ملآت كثير من المواقع في الانترنيت لوجدنا بالفعل ، ان هناك حركة دائمة ومتكررة لا تهدآ في مجال التهريب سواء رآسآ من السودان او من دولة الامارات الي الهند، وان هذا النشاط الدافق في محاولات التهريب وراءه (مافيآ) عالمية تمتد من الخرطوم ومرورآ بامارة دبي الي مومباي ، وسبق ان نشرت صحف دولة الامارات الكثيرعن اكتشاف محاولات تهريب ذهب قاموا بها سودانيين وسيدات سودانيات في مطارات الامارات. 4- قمت بالاتصال باحد الصحفيين وسالته عن السبب المفاجئ في كثرة محاولات تهريب الذهب من مطار الخرطوم في الاونة الاخيرة خاصة في هذا عام 2022م؟!! . فاجاب ، ان القوانين السودانية في محاربة التهريب ضعيفة للغاية ، والعقوبات غير رادعة ولا شديدة ، والمحاكم توقفت عن السيرفي قضايا التهريب مما شجع المهربين علي تكثيف نشاطهم في ظل عدم وجود سوابق قضائية ، كل هذه الاسباب وغيرها من اسباب اخري جعلت المهربين وعصابات (المافيآ) العالمية تنشط بكل اريحية واطمئنان في تجنيد سودانيين ينقلون الذهب المهرب والعملات الصعبة والمجوهرات للخارج ، ورغم علم الحكومة في الخرطوم بضعف هذه القوانين فانها لم تسعي لاصلاحها او استبدالها بقوانين اخري رادعة تصل عقوبتها الي حد الحكم بالاعدام. 5- سخر الصحفي من الطرق ومحاولات التهريب البدائية والقديمة التي عفي عنها الدهر قاموا بها سودانيين مما سهل كثيرآ علي السلطات في مطار الخرطومودبي ومومباي اكتشافها ، فمن طالع اخبار واعتقالات المهربين في السودان والهند ، وجد ان هؤلاء المهربين لم يبتكروا شيء جديد او خارق يصعب علي سلطات الجمارك السودانية والهندية اكتشافها ، فهناك مثلآ حالات اخفاء الذهب في الاحذية وسرعان ما يتم اكتشاف الذهب بعد ان يعجز المهرب عن السير بالحذاء المثقل بالذهب ، او السودانية التي تخفي الذهب في اماكن حساسة بجسمها ، او الذي يبتلع كمية من الافيون!! . وهي اغبي طرق في عالم التهريب عفي عنها الدهر!!، ان الوسائل البدائية التي قاموا بها اغلب المهربين هي محاولات دلت علي انهم يجهلون وجود تكنولوجية عالية المستوي بالمطارات الدولية تستطيع ان تحصي انفاس المهربين. 6- هناك ايضآ الكثير من محاولات تهريب الذهب فاشلة التي تمت في مطارات دولة الامارات قاموا بها سودانيين من الجنسين قاصدين الهند ، وقامت الصحف الاماراتية بنشر اخبارها مرفقة بصور المعتقلين ، والغريب في الامر ، انه وبالرغم من ان غالبية المهربين السودانيين في الامارات يعرفون حقيقة التقنية العالية في المطارات واستحالة خروج الذهب بسهولة ، الا انهم يجازفون بمحاولات التهريب بنفس الطرق البدائية ، وهو الشيء الذي جعل ضباط جمارك الامارات يستغربون من الغباء الذي لا يتوقف !! . 7- قال احد الصحفيين ، ان عمليات تهريب الذهب من السودان ودولة الامارات الي الهند لا تتم لصالح المهرب نفسه وانما لصالح عصابات دولية مقرها دبي ومومباي ، وبالمقابل لا يحصل المهرب الا علي مبالغ تساوي (6%) من قيمة الذهب المهرب ، وهو مبلغ لا يستحق عناء المحازفة نسبة لان كمية الذهب المهرب ليست بالكبيرة … اما لماذا تتم عمليات التهريب تحديدآ الي الهند فذلك يرجع الي ان المشرفين علي عصابات التهريب هم هنود في الاماراتوالهند.