* تقول الأنباء أن حكومتي أمريكا وإسرائيل تحاولان إقناع السودان للانضمام إلى "منتدى النقب" المزمع عقده في المغرب ، بعد شهر رمضان ، وتتوقع يوافق الجنرال عبد الفتاح البرهان ، على حضور المنتدى النقب .. وينطلق ذلك التوقعى من الإتفاق الذي تم بين البرهان وبين نتنياهو ، في يوغندا ، على تطبيع علاقة السودان بإسرائيل ا! . * إذن ، البرهان هو الذي ترشحه أمريكا وإسرائيل ليمثل السودان في ذلك المنتدى الخاص بالمطِّبِعين مع الدولة الصهيونية .. لكن بعض المحللين السياسيين يدفعهم إلى تهديد البرهان بالمجتمع الدولي ، في بعض المواقف ، فتضحكني سذاجة أطروحاتهم كلما تحدثوا عن المجتمع الدولي ، وتهديد البرهان به ، وكلما عرجوا ألى القول بأنه مُجْبر على التوقيع على الاتفاق النهائي ، (غصباً عن عينو) ، بمثلما وقَّع على الاتفاق الإطاري.. * وأضحك أكثر على تعليقات المعجبين بذلك النمط من التحليلات.. * فهؤلاء وأولئك غارقون في الأماني حتى النخاع ، تجرفُهم مزايدات حميدتي على البرهان بالإنحياز المُمَوَّه إلى مدنية الحكم في السودان .. ولا ينتبهون إلى حقيقة أن (أم الكلِب بعشوم)! . * ويخطئون خطأً جسيماً حين يعتقدون أن المجتمع الدولي يقف ضد البرهان ، ولا يدرون أن المجتمع الدولي هو أمريكا.. وأن أمريكاوروسيا في صراع جيوسياسي محتدم في السودان .. ولا يدركون أن البرهان هو (زول) أمريكا في السودان ، وأن (زول) روسيا في البلد هو حميدتي ، الذي هو (زول) السياسيين المهرولين على عجل إلى نقطة النهاية للتسوية.. * ويرى أولئك المحللون ، من شدة الغبطة المضللة ، أن مهاتفة السيدة مولي في Molly Phee ، مساعد وزير الخارجية الأمريكية ، للبرهان تحمل نذير شؤم له لمحاولة تنصله من الاتفاق النهائي! . * أيها الناس ، قد تكون أمريكا راغبة في قيام تلك الحكومة فعلاَ ، لكن رغبتها الاولى هي إبعاد حميدتي ومرتزقة فاغنر الروسية عن السودان ، والبرهان (شغال شغلو في الحتة دي)! . * فلا تخدعنكم أمانيكم لتحقيق الدولة المدنية بيدَّي أمريكا وأتباعها في الآلية الثلاثية والآلية الرباعية.. فطبيعة الحكم في السودان ليست على رأس اولويات أمريكا ، إنمام الأولوية التي على قمة اولوياتها هي طرد روسيا والصين من السودان ، بل ومن كل أفريقيا .. ومصالح امريكا الاستراتيجية أهم لديها من أي نظام حكم يقوم في البلد ، حتى وإن كان تحت رئاسة الإنقلابي البرهان.. حاشية … حاشية … حاشية … حاشية … حاشية… إليكم مقتطفات من مقال لي تم نشره تحت عنوان :- "البرهان وحميدتي بيدقان فوق رقعة الشطرنج ، في لعبة الأمم!" . – وصلت تقارير استخباراتية ، قبل أشهر ، للبرهان عن قلق أميركا وفرنسا بشأن نوايا قوات الدعم السريع ومرتزقة فاغنر الروسية ، في المجال العسكري ، وفي مشروعات استثمارية مشتركة في تعدين الذهب واليورانيوم في أفريقيا الوسطى.. – غادر البرهان إلى إنجمينا ، يوم الأحد ، 29 يناير 2023م ، والتقى بالرئيس محمد إدريس ديبي ، وعقد معه اتفاقاً يتعلق بوجوب تواجد القوات المسلحةالسوداتية والتشادية على الحدود بين البلدين لتحجيم انتشار ميليشيا الجنجويد في تلك المناطق الحدودية .. وفي ذلك تطمين للقيادة التشادية ولفرنسا وأمريكا.. – وبعد ساعات من عودة البرهان إلى الخرطوم ، هرع حميدتي إلى إنجمينا ، يوم الإثنين ، 30 يناير 2023م ، والتقى محمد إدريس ديبي ، وتداول معه حول العديد من الملفات ذات الصلة بالأمن وعدم الاستقرار في الحدود البينية والتركيز على الإرهاب.. – وفي يوم الأربعاء 2 يناير ، هبط محمد إدريس ديبي في مطار بن غوريون بإسرائيل ، واجتمع بنتنياهو الذي أشاد بزيارة الرئيس ديبي ، بعد افتتاح ديبي سفارة تشاد في إسرائيل.. – وفي يوم الخميس 3 يناير ، وصل وزير خارجية إسرائيل إلى الخرطوم والتقى البرهان وتداولا حول عدد من المواضيع ، وعلى رأسها موضوع التطبيع مع إسرائيل.. وغادر دون أن يسأل عن حميدتي.. – يشي زخم هذه الزيارات أن أمريكا وإسرائيل يتوجسان خيفة من حميدتي وينظران شذراً إليه باعتباره رجل روسيا ليس في السودان ، فحسب ، بل في كل أفريقيا .. ولذلك لم تتم إحاطته علماً بزيارة وزير الخارجية الإسرائيلي ، بل وغادر الوزير دون أن يلتقيه.. مع أن حميدتي لم يألُ جهداً لتمتين علاقاته باسرائيل في السابق.. إنتهى الاقتطاف .