تشهد الساحة السياسية خلال شهر رمضان الكريم هذا، نشاطاً كثيفاً من قبل جميع ألوان الطيف السياسي والمجتمعي في السودان؛ والذي يتخذ قالباً اجتماعياً تجسده أنشطة الافطارات الرمضانية الراتبة لمختلف المجموعات. حسن رزق : "الحركة الإسلامية جاهزة لحكم البلاد 300 عاما أخرى"#البند_السابع #اى_كوز_ندوسو_دوس pic.twitter.com/sta2LHOTXw — BLACKBOY سودانى (@blackboy) April 11, 2023 ولم تنشط لجان المقاومة وحدها في إقامة افطارات الشهداء، وكذلك لم تقتصر حركة الافطارات على رموز المؤسسة العسكرية أو الحركات المسلحة أو الواجهات المدنية أو النقابية أو المهنية؛ بل ما يثير دهشة السودانيين، هو إصرار منسوبي حزب المؤتمر الوطني المحلول إلى العلن عبر ذات الافطارات الرمضانية، ليتخذ منها مناسبة تاريخية لتدشين أنشطته التنظيمية على الأرض، ومن ثم العودة إلى واجهة الأحداث و منصات الصحف والإعلام. ???? الما وصلتو الدعوة قلتا نوصلها ليه تم التحضير للإفطار علي اكمل وجه واتوزعت الدعوات حتي في الطرقات موعدنا غدا كوبر ميدان الرابطة الدعوة للجميع عدا القحاطيط وأشباههم فك الله اسرك سيدي الرئيس البشير pic.twitter.com/C3QSCxUKLK — بو عمران _ Omran????️????️ (@Omran97682614) April 9, 2023 ⭕ شرطة الانقلاب أمس سمعت انه الكيزان جو افطار ومعاهم سلاح وملتوفات وسيخ وعصي في ميدان الرابطة كوبر وبدأ يعتدو على المواطنين الشرطة تسكت : لالا تجي تقمع أبناء كوبر البحاول يحمو حيهم وتملاهم بمبان وتخلي الارهابين ونعم الشرطة لكن ???? .. #الشرطة_تمارس_الارهاب pic.twitter.com/RBhh5eCPcM — Mohamed Hmd (@Moh_Hmd22) April 11, 2023 وبالطبع يأتي واقع الاندهاش عند غالبية السودانيين، من كون أن هذا التنظيم قد تم حله بالقانون بعدما قامت ضده ثورة شعبية كاملة مهرها أبناء وبنات شعب السودان بالدماء الغالية، وبالتالي ووفقا لهذا الرأي، يتساءل السودانيون عن ماهية المنطق الذي تستند عليه السلطات الحاكمة الآن في السماح لمنسوبي الحزب المحلول بالتجمع والتجمهر على مرأى ومسمع أهل الشهداء والضحايا، وهم يكيلون الشتائم للثورة والتغيير وكل قواها الحية، بل وهم يهددون بنسف المرحلة الانتقالية كلها في حال تم اقصائهم من المشهد السياسي السوداني. بالأمس أعلن القيادي بالحركة الاسلامية أنس عمر أن التيار الإسلامي أمام تحدي واحد وقضية مهمة واحدة وهي استرداد المشروع الإسلامي وعودته لقيادة البلاد بقوة وسطوة على حد قوله . وقال مخاطبا إفطار المنظومة الشبابية بالحركة الإسلامية أن البلاد مختطفة من الأجانب وأن من يحكمون الان فشلوا واذلوا الشعب السوداني وانهار الاقتصاد وانفرط الأمن ولم يتحقق سلام فيجب ان يغادروا المسرح السياسي فورا عبر ثورة شعبية عارمة يشارك فيها كل الشعب السوداني و يصطف لاسترداد المشروع الوطني وإنهاء حالة الفوضى التي تحدث الآن في السودان، وأضاف لن نسكت لن نسكت ابدا وفق تصريحاته . ومن جانب آخر، قال حسن رزق القيادي بالتيار الإسلامي أن الحركة الإسلامية باقية متمددة ومتفرعة ولا يستطيع احد أن يقتلعها وزاد أن كنا حكمنا 30 سنة نستطيع أن نحكم ثلاثمائة سنة وعبر الانتخابات التي تخيف الكثيرون وقال الحركة الإسلامية ستتمدد وستعود الإنقاذ بصورتها النقية البهية. تصريحات أنس ورزق ينظر إليها أنصار الثورة، بأنها تأتي في توقيت يكشف تماما مدى حقيقة الهوان والاستخفاف بالثورة ودماء الشهداء، بعد أن نجح العسكر في قطع الطريق أمام التحول المدني الديمقراطي بانقلاب 25 أكتوبر. ولم يستبعد أنصار الثورة بأن يكون ظهور الفلول للعلن في هذا التوقيت، هو مرتبط بحجم المؤمرات التي يقودها قيادات الجيش لتعطيل أية محاولة لاستعادة المسار المدني الديمقراطي. وفي ولاية نهر النيل شمالي الخرطوم ، سخر مواطنو ابو حمد من دعوة المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية للإفطار والتي تمت الدعوة إليه عبر مكبرات الصوت بالمساجد . وقال عضو لجان مقاومة ابو حمد ، ياسر بيناوى بأن الدعوة تحمل رسائل توحي في ظاهرها بوعودة الكيزان للمشهد، وأكد في حديثه ل(الجريدة) بأن المتابع للاحداث يرى أن الأمر برمته عبارة عن كرت ضغط حتى تقبل قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي بحلفاء العسكر ، بيد انه عاد مؤكدا أن "الكيزان" خارج الحسابات واعتبر عودتهم من المستحيل.