أجهشت امرأة سودانية بالبكاء، على الهواء في مداخلة هاتفية مع قناة الجزيرة مباشر، مساء الأربعاء، وهي تؤكد أن الطرفين المشتبكين (الجيش وقوات الدعم السريع) لم يلتزما بالهدنة في مدينة بحري شمالي العاصمة الخرطوم. ولم تتماسك السودانية "أنتيجونة" وهي تحكي للمذيع أيمن عزام في برنامج (بعد منتصف الليل)، سوء الوضع في الخرطوم قائلة إنهم لا يتمكنون من الخروج لابتياع حاجياتهم الأساسية. وأفادت المتصلة أن الماء منقطع ولا يتمكن المواطنون من الخروج للحصول عليه من الآبار إلا تحت الرصاص الحي، مضيفة أن الصيدليات ليس لديها أيّ أدوية. وقالت المواطنة السودانية إن نقود المواطنين نفدت بالتزامن مع موجة غلاء شديدة بدأت مع بداية الاشتباكات، مضيفة أن أسعار الخضراوات في تزايد مستمر وأن المواطن لم يعد قادرًا على شرائها. ووجهت المواطنة المكلومة رسالة عبر الجزيرة مباشر، إلى قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قالت فيها "أرجو أن يوقفوا الحرب التي لا ذنب لنا فيها". وأفادت أنتيجونة أنها تصادف "الجنجويد (الدعم السريع) في الشارع يطلقون الرصاص في الهواء لإخافة المواطنين"، وتابعت بحرقة "لا نعلم أين نذهب بأطفالنا البنوك أغلقت والمستشفيات والصيدليات لا تقدم أي خدمات والغلاء اجتاح الأسواق والرصاص لا يتوقف فوق رؤوسنا". ضاق الصدر ولا ينطلق اللسان.. سودانية تبكي بحرقة على الهواء وتوجه رسالة إلى #حميدتي و #البرهان #السودان pic.twitter.com/gRrcgQ1grk — الجزيرة مباشر (@ajmubasher) April 26, 2023 "أغيثوا السودان" وقالت المواطنة إن الاشتباكات لا تتوقف ليلًا ولا نهارًا، مضيفة "لم نعد قادرين على النوم"، ودخلت أنتيجونة في نوبة بكاء شديدة وهي تقول إن أطفالها يطلبون الماء والطعام باستمرار في حين تعجز عن تقديم أي شيء لهم. وانهارت وهي تقول إنها مريضة بالسكري والضغط ولا تستطيع الحصول على الدواء، ووجهت أنتيجونة رسالة أخرى إلى العالم بأن "يغيث السودانيين"، وقالت "عندما أجلوا رعاياهم كانوا شالونا معهم". وتساءلت عن ذنب الأطفال قائلة إن الجثث المنتشرة في الشوارع ستنشر المرض، وحذرت نقابة أطباء السودان من انتشار الجثث في الشوارع ومكثها في المستشفيات والمشارح الخارجة من الخدمة بسبب انقطاع الكهرباء. وقالت أنتيجونة إنها لم تستطع طوال هذه المدة النزوح إلى عائلتها في ولايات أخرى خوفًا على أرواح أطفالها (أكبرهم 12 سنة)، إذ يعتبر ذلك مغامرة خصوصًا أن وسائل النقل منعدمة لشحّ البنزين. ومنذ 15 أبريل/ نيسان الجاري، اندلعت في عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، راح ضحيتها مئات بين قتيل وجريح معظمهم من المدنيين. وفي عام 2013، تشكلت قوات "الدعم السريع" لمساندة القوات الحكومية في قتالها للحركات المتمردة بإقليم دارفور بغرب السودان، ثم تولت مهام منها مكافحة الهجرة غير النظامية وحفظ الأمن، ثم صنفها الجيش حركة "متمردة" عقب اندلاع الاشتباكات وأصدر قرارا بحلّها.