من نافلة القول أن كلا من طرفي الحرب الدائرة الان كيزان الجيش وقائدهم البرهان من ناحية ومليشيا الجنجويد من الناحية الاخرى قد فشل في تحقيق اهداف حربه على الطرف الآخر ، فشل كيزان العسكر في أن يجعلوا منها حرب خاطفة تنتهي بسيطرتهم على دقلو اخوان وتحييدهم بالقبض أو القتل وفشلت مليشيا الجنجويد في ضربتهم الاستباقية للقبض على البرهان وبقية أعضاء المجلس العسكري وتحييدهم باعتبارهم رأس الدولة. وبالتالي اصبح كلا الطرفين مهيأ بالضرورة للتفاوض على انهاء الحرب ، وبطبيعة الحال لن يكون تفاوضا حول التحول المدني الديمقراطي "كما يدعي قائد مليشيا الجنجويد" الذي يدرك كما يدرك كيزان الجيش خطورة التحول المدني الديمقراطي على وجودهم ومصالحهم وطموحهم في السلطة فكلا الطرفين بطبيعته لا يمكنه العيش والتنفس في ظل دولة مدنية حديثة أو بيئية ديمقراطية نقية وفي كل الأحوال لن يكون تفاوض حول دمج وتسريح الجنجويد لأن وضعيتهم الحالية لا تمثل خلافا جوهريا بالنسبة لكيزان الجيش ، بل سيكون تفاوض حول عودة المياه بينهما إلى مجاريها وحول تقاسم السلطة والادوار والثروة كما كان الحال طيلة السنوات التى اعقبت سقوط البشير ، والعودة الي تحالفهم الراسخ في العمل سويا على قطع الطريق امام التحول المدني الديمقراطي ووأد ثورة ديسمبرالمجيدة . فالحرب الدائرة بين الكيزان والجنجويد في جوهرها ليست سوى نتيجة لخلاف حول قسمة السلطة فيما بينهما بلغ درجة اصبح فيها كل طرف يخطط للتخلص من الطرف الآخرفهى حرب سلطة بين كيزان الجيش والجنجويد وتأتي في سياق تعديل موازين القوي داخل معسكر الانقلاب "بتقاطعاته الاقليمية"وليس لمعسكر التحول المدني الديمقراطي او اهداف ثورة ديسمبر المجيدة ناقة فيها ولا جمل ، فرغم الحرب التي اشعلوها بينهما لا يزال الذي يجمع بينهما وسيظل أكثر مما يفرقهما ، وسوف يعودون الي أحضان بعضهما البعض عندما يشعر كل طرف بالاطمئنان من غدرالطرف الاخر. وتبقي الثورة مستمرة وتبقي السلطة سلطة شعب والعسكر للثكنات والجنجويد يتحل... https://www.facebook.com/elsadigbashar?mibextid=ZbWKwL