تستمر الهدنة في السودان مع تسجيل عدة خروقات، ولا سيما في ولاية الخرطوم، وسط تبادل الاتهامات بخرقها من قبل الجيش وقوات "الدعم السريع"، بعد تمديدها لمدة 72 الجمعة، فيما أعلن الجيش بدء نشر وحدات من شرطة الاحتياطي المركزي تدريجياً بمناطق جنوبالخرطوم. ووفقاً للأمم المتحدة، قُتل ما لا يقل عن 512 شخصاً وأصيب ما يقرب من 4200، منذ اندلاع القتال في 25 إبريل/ نيسان. وتعتقد المنظمة أنّ العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير. ونزح أكثر من 75 ألف شخص داخل السودان في الأسبوع الأول من القتال، وفقاً للأمم المتحدة. وقد دخل أسبوعه الثالث. تطورات الأوضاع في السودان يتابعها "العربي الجديد" أولاً بأول. حذر رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك، السبت، من أنّ النزاع في السودان قد يتفاقم إلى إحدى أسوأ الحروب الأهلية في العالم في حال لم يتم وضع حد له. وغرق السودان في الفوضى منذ أن انفجر في منتصف إبريل/ نيسان، صراع دام على السلطة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي". وأدى هذا النزاع إلى سقوط ما لا يقل عن 528 قتيلاً و4599 جريحاً، وفق أرقام أعلنتها وزارة الصحة، السبت، لكن يرجح أن تكون الحصيلة أكبر من ذلك. وقال حمدوك، في حديث مع قطب الاتصالات الملياردير البريطاني من أصل سوداني مو إبراهيم، خلال مناسبة استضافها الأخير ضمن نشاطات مؤسسته للحكم والقيادة في نيروبي، "إذا كان السودان سيصل إلى نقطة حرب أهلية حقيقية (…) فإنّ سورية واليمن وليبيا ستكون مجرد مبارزات صغيرة". وأضاف "أعتقد أنّ ذلك سيشكل كابوساً للعالم"، مشيراً إلى أنه ستكون له تداعيات كبيرة. واعتبر حمدوك أنّ النزاع الحالي "حرب لا معنى لها" بين جيشين، مؤكداً "لا أحد سيخرج منها منتصراً، لهذا السبب يجب أن تتوقف". انتشار شرطة الاحتياطي المركزي جنوبيالخرطوم أعلن الجيش السوداني، مساء السبت، أنّ قوات الاحتياطي المركزي التابعة للشرطة انتشرت جنوبي العاصمة الخرطوم. وقال الجيش في بيان: "بدأ انتشار وحدات من شرطة الاحتياطي المركزي تدريجيًا بمناطق جنوبالخرطوم، وسيتوالى نزولها تباعًا بمناطق العاصمة". وشرطة الاحتياطي المركزي، قوات شبه قتالية تتبع وزارة الداخلية، شاركت في حرب دارفور في حكم الرئيس السابق عمر البشير. وفي مارس/ آذار 2022، فرضت الولاياتالمتحدة عقوبات على قوات الاحتياطي المركزي بسبب "انتهاكات خطيرة" لحقوق الإنسان، واتهمتها باستخدام القوة المفرطة ضد متظاهرين يحتجون سلميا على الانقلاب العسكري الذي وقع في أكتوبر/ تشرين الأول 2021. من ناحية أخرى، اتهم الجيش، قوات "الدعم السريع" بأنها استمرت في "القصف العشوائي لمناطق في محيط القيادة ووسط الخرطوموأم درمان". وتابع الجيش في بيانه: "اشتبكت قواتنا مع المتمردين (الدعم السريع) في مناطق الحلفايا (شمالي مدينة بحري) وجنوبأم درمان (غربي العاصمة)، وحققت عمليات التمشيط نجاحات في المنطقتين". ودوّت انفجارات قوية بالعاصمة السودانية الخرطوم، السبت، جراء القصف المدفعي والجوي المتزايد بصورة عنيفة في عدة مناطق من المدينة. وبحسب وسائل إعلام محلية، تجددت الاشتباكات في محيط القصر الرئاسي في الخرطوم. بريطانيا تعلن إجلاء 1888 شخصاً من السودان منذ يوم الثلاثاء أعلنت وزارة الخارجية البريطانية إجلاء 1888 شخصاً من السودان في 21 رحلة جوية منذ بدء عملية الإجلاء يوم الثلاثاء. وقالت إنّ رحلة أخيرة ستغادر قاعدة وادي سيدنا الجوية، السبت. وذكرت بريطانيا الجمعة، أنها ستوقف إجلاء رعاياها وغيرهم من السودان مع تراجع الطلب على أماكن في طائراتها.