نشرت صحيفة "الراكوبة" بتاريخ يوم السبت 29/ ابريل 2023م خبر هام لم يمر مرور الكرام على كثيرين من طالعوه، جاء في الخبر : أعلنت وزارة الخارجية المصرية تأجيل لقاء وزير الخارجية سامح شكري مع المبعوث الخاص لرئيس مجلس السيادة السوداني ، السفير دفع الله الحاج علي ، إلى موعد لاحق "يتم تحديده". وكان من المقرر عقد اللقاء المشترك بين شكري والحاج علي ، اليوم السبت ، بمقر وزارة الخارجية المصرية ، لبحث "التطورات التي تشهدها الساحة السودانية حالياً ، وكيفية استعادة الاستقرار بالسودان". يذكر أن السياسة الخارجية المصرية باتجاه السودان تقوم على أساس الاعتراف والدعم لمجلس السيادة السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان. وكان عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أيمن سلامة قد قال في تصريحات ل"العربي الجديد"، الأربعاء الماضي ، إن "الموقف الرسمي المصري الواضح منذ إقصاء عمر البشير عن الحكم في السودان عام 2019م حاسم ، وهو الإقرار والاعتراف والتعاون والتواصل مع المجلس العسكري الحاكم بقيادة عبد الفتاح البرهان". وتابع سلامة أنه "في الوقت ذاته لم تقطع مصر صلتها بقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) ، وذلك لأن قواته كانت قبل التمرد العسكري الأخير أحد الفاعلين العسكريين المعترف به قانونياً في البلاد منذ عام 2017م ، وهي ليست مليشيات خارج الشرعية ، بل كانت مليشيات عسكرية من لدن الدولة السودانية". -إنتهي- حتما من تمعن بدقة في مضمون الخبر تساءل باستغراب عن المغزى في إرسال البرهان مبعوث خاص من طرفه تحديدا إلى القاهرة بالذات وليست إلى عاصمة دولة اخري؟!! . هل حقا كما جاء في الخبر ، ان الهدف من إرسال المبعوث الخاص إلي القاهرة كان بحث "التطورات التي تشهدها الساحة السودانية حالياً ، وكيفية استعادة الاستقرار بالسودان"؟!!.، كلنا يعرف ان مثل هذه المهام التي عادة ما يقوم بها اي مبعوث خاص من رئيس دولة ما إلى دولة أخرى تغلف بسرية تامة ولكن في نفس الوقت تفسر اعلاميا ان المهام هدفها بحث العلاقات بين البلدين!! . لا يخفي علي احد ، انه طالما في السودان تدور معارك ضاربة بين القوات المسلحة وقوات "الدعم السريع" والتي دخلت أسبوعها الثالث ، وتعرضت أجزاء كثيرة في البلاد إلى أضرار جسيمة ودمار كامل في اغلب مناطق العاصمة ودارفور ، وفرار مئات الآلاف من السكان إلى دول الجوار ، فإن مبعوث البرهان الخاص إلى القاهرة حتمآ ما كان يحمل رسالة عسكرية خالصة (100%) ولا علاقة لها حول بحث "التطورات التي تشهدها الساحة السودانية حالياً ، وكيفية استعادة الاستقرار بالسودان". لا يخفي علي احد ، انه في هذا الوقت العصيب الجنرال البرهان لا يحتاج الي حوار مع القاهرة حول شرح "التطورات التي تشهدها الساحة السودانية حالياً ، وكيفية استعادة الاستقرار بالسودان"، البرهان لم يرسل مندوبه الخاص الا لسبب واحد وهو حاجته الماسة والسريعة لدعم عسكري مصري قوي يشارك مع القوات المسلحة السودانية في حربها ضد قوات "الدعم السريع"، دعم أشبه بالدعم العسكري المصري الذي قدمه جمال عبدالناصر عام 1970م عندما استنجد به جعفر النميري لضرب الجزيرة ابآ … البرهان اصبح وضعه حرج للغاية بعد ثبت له علي أرض الواقع فشل إنهاء حربه الخاصة مع عدوه اللدود "حميدتي". عين العقل ان اعتذرت القاهرة عن لقاء مبعوث البرهان ، فهي لا تريد تكرار خطأ عبدالناصر عام 1970م الذي سمح لسلاح الطيران المصري بالمشاركة في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل وتضرر منها فيما بعد ، وبالطبع لم يكن بالغريب ، ان حكومة القاهرة اليوم لم تسمح لنفسها بالمشاركة في حرب البرهان- "حميدتي" الخاصة ، في الوقت الذي تسعى فيه القاهرة جادة انهاء الصراع الدموي في السودان. منتهى الغباء صدر من البرهان الذي ظن ان حكومة القاهرة ستقف معه في الحرب كما وقفت معه طوال (18) شهر بعد انقلاب 25/اكتوبر 2021م ، وان القوات المصرية التي شاركت في اليمن ستشارك في حرب السودان. ظن البرهان ان الرئيس المصري المشير السيسي سيقف معه بحكم "العسكرتارية" التي تربطهما معا، وعملآ بالمثل المعروف "الدم الدم يحن"!! . يا تري ، هل كان مضمون الرسالة التي لم يسلمها بعد المبعوث الخاص للقاهرة تتعلق بجماعة "فاغنر" الذين عسكروا في دارفور؟!! . يا تري ، هل كان مضمون الرسالة حول قوات الجنرال الليبي/ خليفة حفتر ، والذي جاءت الأخبار انه قدم مساعدات لجيش "حميدتي"؟!! هل الرسالة لها علاقة بالأخبار التي نشرت في الصحف الأجنبية ان حكومة إسرائيل برئاسة بنامين نتنياهو قررت التدخل في الشأن السوداني دون ان يوضح أين تقف هي في الصراع الدائر بالسودان: مع البرهان صديق اسرائيل .. ام "حميدتي" حبيب تل ابيب؟!! . عودة إلى سؤال عنوان المقال: "هل أراد البرهان زج مصر في حربه الخاصة مع "حميدتي"؟!! سؤال لا يحتاج إلى "فهامة"، البرهان سعى ومازال يسعى في الخروج ظافرا من الحرب بأي طريقة حتي وإن كانت بقوات أجنبية … المهم ان يبقى في السلطة!! .