معلوم في علم السياسة انه حينما تواجه الحكومات العسكرية هبة شعبية بسبب فشل سياساتها، فانها تستخدم عدة وسائل من أجل أن تلهي الشعب، ومن ضمن هذه الوسائل المجربة: الحرب. الحرب الحالية ملهاة يستغلها طغاة الجيش والجنجويد وانصارهم الكيزان من أجل استمرارهم في السلطة، والدليل ان المستفيد الاكبر من هذه الحرب هو تنظيم الكيزان: – اخرجوا قياداتهم من السجون. – اضعفوا بالحرب قدرة الضباط الصغار وضباط الصف في الجيش والدعم السريع، ومعلوم ان صغار الضباط هم من وقف مع الثورة واجبروا كبار الضباط على عزل المخلوع. – عادوا للساحة الوسائطية للدرجة التي اصبحت لايفات الكيزان ( طارق الهادي، الانصرافي، البعشوم) ضمن الأكثر مشاهدة بين البسطاء. – انحراف كثير من النشطاء الشباب عن هدف الثورة الاستراتيجي وهو الحكم المدني، والانغماس بحماس في دعم اطراف الحرب. – نشر شائعة ان الخراب والفوضى الناتجة عن الحرب، هي من صنع احزاب قحت، وأن المدنيين لا يأتون الا بالخراب، مما جعل الكثيرين من البسطاء يحنون لعهد البشير، وهو تمهيد لاطلاق حملة وهتاف مشابه لهتاف (ضيعناك وضعنا وراك ياعبود) الذي مهد لانقلاب نميري، وهو ما سيمهد لتوطيد أركان انقلاب البرهان وحميدتي. لذلك الذين يدعمون في شعار نعم للحرب هم في الحقيقة يدعمون في شعار نعم للحكم العسكري، نعم للكيزان. فان كانوا يعلمون ذلك ومستمرين في دعم هذا المخطط فهذه مصيبة، وان كانوا لا يعلمون ذلك ومستمرين في دعم هذا المخطط فهذه مصيبتان. المغفلين النافعين الذين يدعمون شعار نعم للحرب، يقولون لك نعلم ان الجيش سيء، ولكن سنقضي على الدعم السريع ونعود له!! هؤلاء يظنون ان الدعم السريع سينتهي!! الا يعلم هؤلاء ان الجيش هو المصنع الذي انتج الدعم السريع! اذا كان المصنع مستمر في العمل فكيف ينتهي الإنتاج! الطريق الوحيد امام الشعب لاستعادة السلام والاستقرار وإغلاق أبواب الحروب الى الابد يأتي عبر طريق واحد فقط هو اقامة الحكم المدني، إصلاح الجيش وتحويله من جيش خاضع لقيادات مؤدلجة الى جيش قومي منضبط وخاضع لحاكم مدني منتخب، ودمج الدعم السريع وجميع جيوش الحركات والمليشيات في الجيش. [email protected]