أظهرت مقاطع فيديو انتشرت أمس على وسائط التواصل الاجتماعي، أعداد كبيرة من القتلى جراء قصف الطيران، وأظهرت المقاطع قتلى بحافلة مواصلات كانوا يستقلونها. كما أظهرت أسر عمال وسكان المزارع بمنطقة شمبات تم ابادتهم بالكامل. وشاهدنا جثث متفحمة، بينها جثث لنساء وأطفال، في مشاهد تنخلع لها القلوب وينفطر من هولها الحجر . مشاهد صادمة وبشعة تعكس وحشية الفلول وطيرانهم، وتعود بالذاكرة إلى فظائعهم في حروبهم السابقة، واستخدامهم الطيران ضد المدنيين العزل في دارفور وجبال النوبة. وها نحن اليوم أمام جريمة حرب جديدة تضاف إلى جرائمهم السابقة، تستدعي فتح تحقيق دولي بشأنها ومحاسبة الجناة – طال الزمن أو قصر – إذا أريد لهذا الوطن أن يتعافى يوماً ما. والملاحظ في حربهم هذه المرة، أن الطيران ظل يرتكب مثل هذه الجرائم بصورة متواترة. تُثير الشكوك والأسئلة من قبيل: (هل يستهدف الجيش المواطنين بصورة متعمدة؟) باعتبار أنه حتى لو افترضنا تواجد قوات تتبع لقوات الدعم السريع بالقرب من مساكن المدنيين، فإن الجيش مُلزم بحماية المدنيين كإلتزام قانوني وأخلاقي، وبالتالي يصبح من البديهي أنه لا يستقيم عقلا استهداف المدنيين والمنشآت المدنية بأي ذريعة كانت. أما استهداف حافلة مواصلات عامة تسير على جسر، فهو الجنون بعينه! في الثاني من مايو الجاري، قالت (لجنة مقاومة الجريف شرق) في بيان لها، أن طيران الجيش استهدف بالصواريخ، مواطنين عُزل في ساحة مستشفى (شرق النيل)، ما أسفر عن مقتل ستة مدنيين من بسطاء وعامة الشعب، (بينهم ثلاث نساء كن يبعن الشاي للمارة). بالإضافة إلى مقتل ثلاثة آخرين، أحدهم يعمل ك(بائع طعمية). كما تسببت الغارات في إصابة عدد من المرضى والمرافقين. وفي الرابع والعشرين من أبريل الماضي، تداول ناشطون بمواقع التواصل الاجتماعي صوراً لحُطام منازل، في أحياء سكنية بمدينة الكلاكلة، بعد قصفها من قبل طيران الجيش. وقال شهود عيان حينها أن القصف دمر ثلاث منازل تعود لمواطنين في حي الكلاكله القبه، وأدى إلي مصرع أسرة كاملة، مُكونة من سبعة افراد. المخيف في تكرار مثل هذه الانتهاكات من قبل الجيش، أنها تأتي بعد دعوات كثيفة من (الفلول) على الوسائط، تنادي ب(دك) العاصمة على رؤوس ساكنيها، أو استهدافهم بغية (إفراغها من المواطنين)، كتكتيك حربي لهزيمة الدعم السريع!! فهل يمضي الجيش في مثل هذا المسلك المُدمر ، ويواصل في قتل المدنيين إرضاءً لحقد ظل يسكن نفوس أسياده (الإخوان) منذ ديسمبر المجيد؟! ان هذه الممارسات الإجرامية المتوحشة، تليق بجيش مختطف، يعمل بلا عقيدة عسكرية، سوى قتل شعبه، ترعرع قادته، وتدربوا وتربوا تحت كنف نظام اجرامي شهد العالم بجرائمه، يتلقون أوامرهم من سادتهم الأوائل فينفذون بلا وعي ودون هدي! انها مأساة جيش قادته كالأصنام.. أصنام ولكنهم لا يملكون طهر الأصنام!