تساءل الفريق أول عبد الفتاح البرهان:(أين الكيزان)؟ قالها مخاطبًا جنوده، بعد أن خرج اليوم من (بدرومه) بالقيادة إلى نقطة حراسة لجيشه بمحيط القيادة، وصار حاله: كمن ذهب من الموت إلى "حضر موت" – كما يقول أهلنا باليمن السعيد. والأعجب أن يأتي تساؤل البرهان هذا بعد حوالي الإسبوع من اعترافات مصورة بالفيديو، لرئيس حزب الكيزان بولاية الخرطوم (أنس عمر)، ورئيس حزب دولة الشريعة والقانون، الداعشي (محمد علي الجزولي)، وهُما يؤكدان على أن من أشعل الحرب هم (الكيزان)، بعد أن خططوا لها، ودفعوا باتجاهها قبل أشهر من اندلاعها، وهم من أشعلوا شرارتها وأطلقوا طلقتها الأولى، بعد ان هاجموا صباح 15 ابريل قوة تابعة لقوات الدعم السريع بداخل معسكرها، بمشاركة قوات من الجيش- كما جاء باعترافات الداعشي الجزولي! ومما يعلمه القاصي والداني، أنه لا أحد مستفيد من فتح السجون وإطلاق سراح المجرمين لترويع المواطنين واحداث الفوضى، واطلاق رموز النظام البائد المسجونين على ذمة قضية انقلاب الثلاثين من يونيو، وقضايا فساد مالي، وقتلة شهداء الثورة، ومنهم قتلة الشهيد الشهيد احمد الخير، لا أحد مستفيد غير (الكيزان)، بعد استغلالهم للحرب كغطاء لمهاجمة السجون. كما لا أحد غير الكيزان يستفيد من استهداف المحاكم بالقصف الجوي والمدفعي والحرق المباشر، بقصد إتلاف المستندات والأدلة وشهادات الشهود، لأن مسألة عودتهم إلى السجن ومحاكمتهم مرة أخرى، مرتبطة بطريقة مباشرة بالأوراق الرسمية المحفوظة بالمحاكم. ومن أهم المحاكم التي تم استهدافها، محكمة مكافحة الفساد ومخالفات المال العام، والتي أتلفت فيها ملفات القضايا، وتم إضرام النيران بداخلها. هذه المحكمة تحديدًا تنظر في قضايا فساد لقادة بارزين بالنظام السابق، بينهم العقل المدبر للنظام البائد، وأحد مدبري هذه الحرب "علي عثمان محمد طه"، والذي تم تهريبه مع قادة النظام البائد من السجن، وبتخطيط من سكان "البدروم"، وبأوامر من داخله! وعود على بدء لحديث البرهان، فإن (الكيزان) كائنين في دق طبول الحرب التي ظلوا يدقونها في إفطاراتهم الرمضانية منذ أواخر مارس وأوائل أبريل الماضيين، يهددون بها البعيد والقريب. وهم وراء استهداف رموز ثورة ديسمبر السياسية والنقابية. وهم وراء الدعوة لتحويل الحرب إلى حرب إثنية، ومحاولة إرغام المواطنين على حمل السلاح، والدخول فيها. وهم في محاولة إعدام أي أفق يمكن أن يمضي بالبلاد على درب التداول السلمي للسلطة، واستعادة الوضع الانتقالي، على خطى ثورة ديسمبر السلمية المجيدة. وأنت أول من يعلم يا "برهان" بان هذه الحرب هي حرب الكيزان، وهم يسكنون معك في "بدرومك"، وبين سطور بياناتك وقراراتك، ولكنك لم ولن تترك عادتك الذميمة، تكذب في الحرب كما تكذب في السلام!