أعلنت قوات الدعم السريع بان القوات المسلحة رفضت مقترح قدمته بمفاوضات (جدة)، بشأن إقامة نقاط مراقبة على الأرض، لتحديد مناطق سيطرة كل طرف. كإجراء ضروري، يمكن للوساطة من خلاله تحديد الخروقات والجهة التي تقوم بها. وأكدت قوات الدعم السريع على لسان مستشارها وعضو وفدها التفاوضي "يوسف عزت"، في حديثه لقناة (الجزيرة)، أن وفد الجيش قد علق مشاركته في التفاوض لهذا السبب. والحقيقة ان رفض الجيش للمقترح بسبب أن هذا الإجراء يكشف مدى السيطرة الحقيقة لكل طرف على الأرض. بينما الجيش وفي استماتته في إنكار الهزيمة يخشى أن يتم الإعلان عن مناطق سيطرته الحقيقية، فيكتشف العالم كما الشعب حجم سيطرته الهزيل، تساندهم في هذا المسعى حملة الفلول الإعلامية، التي تعتمد على الأكاذيب والتضليل والخيال الفقير! وبرر الجيش في بيانه أمس، قرار تعليق مشاركته في التفاوض، بانه قد تقدم بمقترح (مصفوفة)، زعم انه تم التشاور حولها مع الوسطاء، إلا أن الوساطة (فاجأتهم)! ببيان تعليقها للمحادثات دون الرد على مقترحاتهم – بحسب البيان- وبالطبع هذا البيان يجافي الحقيقة، ولا يبين سوى الخداع. والحقيقة الثانية، ان الجيش ذهب إلى مفاوضات جدة بأجندة (فلولية) خالصة، تلك الأجندة التي تقوم على الكذب والتجني، واستخدام التفاوض كتكتيك سياسي، بحيث يتم كسب الوقت دون الإيفاء بأي التزام، وظهرت ملامح هذه الأجندة "الكيزانية" الفلولية في عضوية الوفد نفسه، وخلفهم رابعهم "دفع الله الحاج علي"، كما ظهرت من خلال أدائهم (الباهت) المكشوف على مائدة التفاوض، وكانوا يظنون أن مجرد اتهام الطرف الآخر بخرق الهُدنة – قبل دقائق من خرق الجيش لها – هو كاف لإبعاد الشبهة عنهم ! إذ لا يزالون يعيشون في أيام أكاذيبهم الأولى بتسعينات القرن الماضي. لم يستوعبوا بعد انه ومنذ ذياك الزمان جرت مياه كثيرة في نهر الإنسانية، وفارق الشعب عصور "الأطباق الهوائية" والتحق بعصر الانترنت! والحقيقة التي لا يمكن التقليل منها، ان الجيش علق مشاركته بمفاوضات (جدة)، استجابة لدعوات وتحريض غرف الفلول الإعلامية، المطالبة بايقاف التفاوض بالكامل، على أمل أن تخضع الوساطة لابتزازهم المُبتذل والعتيق، وتذاكيهم غير المسؤول، والحيلولة دون إيجاد آلية للتأكد من الحقيقة في نفس الوقت. لكنهم وعلى الرغم من كل ذلك – وبحسب بيانهم – (تفاجأوا!) برد فعل الوساطة التي علقت العملية التفاوضية بالكامل، بل وضعت شروطها لا شروطهم لإستئناف عملية التفاوض. إن ما يحاول الفلول فعله لا يعدو كونه كيد ساحر، "ولا يُفلح الساحر حيث أتى". انه عدم التوفيق الالهي.