دور قذر ومُدان، ظل يلعبه الفلول، بواسطة عناصرهم داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية، بعد بداية حربهم في 15 ابريل، ألا وهو تأليب المجتمعات المحلية على بعضها البعض، خاصة في كردفان ودارفور، وتقسيمها على أساس عُنصري – المجموعات العربية ضد المجموعات غير العربية- بل ذهبوا أبعد من ذلك في محاولة الوقيعة بين أفراد المجموعة الواحدة – مسيرية ضد رزيقات-، والعكس، بغرض تحويلها إلى حرب إثنية لا تبقي ولا تذر. وبعد ان انتهوا من حريق الخرطوم، بدأوا في نقل حريقهم إلى كل أنحاء السودان، مزودين بتجاربهم الاجرامية الحقيرة السابقة في إذكاء الفتن القبلية إبان حكمهم البائد. وقاموا بالفعل بتسليح بعض المكونات المجتمعية سراً، وبصورة انتقائية تحريضية، كما في مدينة "الجنينة" التي استعرت فيها المواجهات إثنية الطابع، وتزايدت أعداد القتلى والجرحى من المواطنيين. وهكذا هم الإسلاميون، يُطعمون غول أحقادهم المدمر من دماء السودانيين! واليوم تعود استخبارات الجيش لذات ممارساتها القديمة، وبتعليمات من نفس سادتهم القدماء، الذين يسيطرون على قرار الجيش ويوجهون بوصلته. وقد عادوا لتنفيذ مخططهم الشرير في (صناعة النزاعات) الإثنية والعرقية بالأطراف، أملا في تشتيت قوات الدعم السريع، عبر فتح جبهات متعددة للحرب في الولايات، أي حرق السودان كله حقدًا وانتقامًا ! وكان آخر ما فعله فلول الاستخبارات – مما تستخذي منه الجيوش الوطنية – هو جلب عدد كبير من عصابات (الجنجويد)، ترتدي الزي المدني، وتقوم بأعمال (السرقة، والنهب، والاغتصاب)، والاعتداء بالضرب، والقتل. وقال شاهد عيان – غادر الخرطوم مؤخراً – أن قوة من الدعم السريع كانت ترابط بالقرب من منزلهم بحي الرياض، بلغت معاملتهم معه حد أنه كان يشرب برفقتهم الشاي كل صباح، وصار بينهم أنس وحديث عن مصير البلاد، ولكن وبعد انسحابهم من الموقع جاءت عصابة من (الجنجويد) تتحدث بلكنة أهل كردفان ودارفور، ويرافقهم (ملثم) – يقول ربما هو من كيزان الجيش أو الأمن- وحال دخولهم الحي، بدأوا في تسور المنازل واقتحامها، وترويع الآمنين، في محاولة لإلصاق المزيد من التهم على قوات الدعم السريع، ولو كان الثمن أرواح المواطنين وأمنهم، بل احراق كل البلاد! عاد فلول الجيش لارتكاب حماقاتهم القديمة، عقب هزائمهم المتكررة على أرض المعارك، فأصبحوا يتصرفون ككلاب مسعورة، كل همها سرقة أحلام السودانيين، وتدمير بلادهم، وجعل حياتهم جحيمًا مستعرا. والكلاب الضالة قد تعرقل حركة السير على طريق المرور السريع، ولكن يظل الطريق هو الطريق . ولابد من الوصول إلى الحكم المدني الديمقراطي وان طال السفر.