كلي ثقة بأن الرجل يعتمد علي خبراء، و مستشارين ينقصهم العلم، و الثقافة، و الادب، و المعرفة، و الاخلاق. ارسلت رسالة في بريد المخلوع ايام هبة سبتمبر 2013 عندما إستشعرنا إرتهانه لمراكز القوى داخل نظامه المتهالك، و المؤسف هو آخر من علم ذلك، مفادها ان اخرج للشعب السوداني في ايّ ميدان عام، و اطلب الحماية، و اعلن التخلى عن التنظيم. الاكيد كانت الرسالة محل تهكم، و تنمر..كنا نرى ان فرصة الرجل ليدخل التاريخ من اوسع ابوابه متاحة، ليحمي السودان من الجحيم الذي نعيشه الآن.. لكنه تمنع فسكن قاع التاريخ. توهم الرجل بالغرور الزائف، و العنجهية العاطلة، فذهب يطلب الحماية من روسيا في وضع مُهين، فيه من الإذلال لم و لن يحدث في العرف الدبلوماسي، بعد ان ضاقت به الارض بما رحبت، و " حدس ما حدس" فضّل الإرتهان الي مراكز قوى التنظيم المسيلمي، و القفز علي حبال المحاور الإقليمية، و الدولية، علي إرادة الشعب فأذله الله شر ذلة، و بئس المصير. سبب هذه الرسالة هي عقوبات الخزانة الامريكية علي شركات الجيش، و الجنجويد بالتساوي.. بمناسبة إرتهان البرهان للكيزان، و خوفه منهم، و مراكز قواهم الوهمية التي هي اوهن من بيت العنكبوت تحضرني مقولة للرجل خص بها احد جلاسه عندما سأله.. لماذا لم يقوم ببل الكيزان، و ذلك في عام الثورة الثاني.. فقال له: "الضمان شنو نبل الكيزان، و القحاتة ما يبلونا" هل يعلم البرهان لماذا ساوت الولاياتالمتحدة في العقوبات بين الجيش، و مليشيا الدعم السريع؟ اعتقد جازماً انه تسائل كعامة الناس معاتباً لماذا تساوي امريكا بين الجيش، و مليشيا تمردت عليه؟ الثابت عند الامريكان ان عقوباتهم في تساويها هي ضد تنظيم واحد "الكيزان" الذي يسيطر علي الدعم السريع، و الجيش معاً.. بالتالي هم يوقنون بأن عقوباتهم تضعف التنظيم بشكل مباشر، لأن الخزانة الامريكية تعرف حجم التعاملات المالية لهذا التنظيم و كيف تُدار، و من يُديرها! يجب ان يعلم الجميع ان الخزانة الامريكية تعمل وفق معلومات، و بيانات لا تقبل التأويل، او التخمين. دا حسب رأيّ الامريكان.. رضينا ام ابينا فهذه حقيقة يجب معرفتها، و التعامل معها، بعيداً عن العواطف، و الخطاب الشعبوي الذي فقد الصلاحية حتي عند البسطاء، و عامة الشعب.. الأكيد سذاجة الكيزان، و من لف لفهم، بمعنى.. يتعاملون مع الخارج بنفس ذات عدة شُغل الداخل" مثلاً.. الجنجويد يرفعون شعار حربهم ضد الكيزان، و كل قادتهم، و ابواقهم هم كيزان، و من اسوأ اصناف الكيزان علي الإطلاق.. هل تصدق يا مؤمن رئيس وفد الجنجويد في مفاوضات جدة العميد الركن عمر حمدان كوز من ضباط الدفعة 43 و كان امير دفعته في التنظيم علي مستوي الكلية الحربية؟ يعني كوز معتق، من الصف الاول! الجانب الآخر عندما تسائل البرهان في آخر ظهور له امام جنود بسطاء .. " وين الكيزان هسي" الجميع بما فيهم امريكا يعرفون يقيناً اين يوجد الكيزان، و ماذا يفعلون.. يمكن إستهبال الداخل بخطابات التضليل، و التغفيل، اما الخارج و علي رأسه امريكا تبني افعالها، و تعاملاتها وفق معطيات، بل اعمق من ذلك .. يستدعون التاريخ في التعامل مع الواقع، و تشريحه. وما ادراك ما سمعة الجيش السوداني الذي إستغله التنظيم المجرم في إحتضان إستثمارات تنظيم القاعدة، و عمليات غسيل الاموال التي كانت تُدار في الملحقيات العسكرية، حيث كانت تُنقل الاموال بالطائرات من، و الي الدول الافريقية، و منها الي دول العالم. هذه الحقائق كانت وفق دوريات دولية موثوقة، و للأسف كانت غائبة عن الشعب السوداني المغلوب علي امره. هذا التاريخ لم، و لن نتعامل معه بجدية لنبرز وجهاً يليق بقواتنا المسلحة ذات التاريخ العريق. خلاصة القول.. اعتقد الكرة الآن في ملعب البرهان فيمكنه ضرب عصفورين بحجراً واحداً.. في حال بدأ في الإصلاح الحقيقي، و التخلص من إرث الكيزان بشكل جاد، و عملي وفق خطة واضحة، و منهج كما تم التدجين وفق خطة، و منهج، سيكسب ثقة شعبه، و المجتمع الدولي معاً. اخيراً.. البرهان لو فاكر الامريكان ما عارفين حاجة عن جيشك، و تفاصيل التفاصيل عنه تبقى واهم.. كما ذكرنا، و كررنا فرصة الإصلاح تحت غبار هذه الحرب كبيرة، و آثارها الإيجابية ستكون كبيرة، و الاكيد ستعجل بالنصر الذي يليق بالجيش السوداني ككتلة صلبة تتكسر عندها كل المؤامرات، و الاطماع، و الفتن.. أللهم قد بلغت فأشهد.. [email protected]