كشفت الحرب التى اندلعت فى 15 ابريل عن قدرة الدعم السريع على شراء الذمم و الولاء بين المدنيين و العسكريين بما فيهم قيادات بارزة فى الحركة الاسلامية كما كشفت مدى ضعف الحركة الاسلامية و تأكلها من الداخل نتيجة للخيانة و الاختراق و شراء قيادات عسكرية و مدنية بارزة فيها كانت نتيجتها اثارة شكوك حول العديدين بما فيهم انس عمر. لم يقتصر اختراق الدعم السريع على الحركة الاسلامية و الجيش بل امتد الى القوى السياسية و المدنية بما فيها الحزب الشيوعى و اجهزة الامن بما فيها الامن الشعبى و جهاز العمل الخاص للحركة الاسلامية. كيف تسنى للدعم السريع ذلك. فى هذه السلسلة من المقالات نستعرض ذلك و نستعرض نماذج تبين الاساليب التى تم استخدامها. استفاد الدعم السريع من ارث الحركة الاسلامية و جهاز الامن و الاستخبارات من سجلات و فايلات و عملاء و غواصات و ذلك بشراء و تعيين و ابتزاز و استمالة ضباط فى جهاز الامن العام و الامن الشعبى و قيادات اسلامية بارزة. فعراب الدعم السريع كان و لا يزال الفريق طه الحسين و المستشار الامنى للدعم السريع هو عبد الغفار الشريف الى جانب العشرات من ضباط جهاز الامن و الاستخبارات الامر الذى مكنه من الاستحواذ و الوصول الى ارشيف جهاز الامن العام و الامن الشعبى. فقد انتقل ولاء هؤلاء الضباط و القيادات الى حميدتى و معهم كل خبراتهم و معارفهم و ارشيف الاجهزة و المؤسساءت الامنية و الهئيات التنظيمية التى عملوا بها. لقد اعتمد الدعم السريع عدة اساليب فى استقطاب كوادر جهاز الامن و القوى السياسية و ضباط الامن ابرزها: شراء الذمم و قد اعتمد على تحليل الشخصية او البروفايلن الموجود فى ارشيف الحركة الاسلامية او جهاز الامن او الاستخبارات او الامن الشعب للاشخاص المستهدفيين. الاستقطاب على اساس قبلى مع الاغراء بالمال. الابتزاز و قد اعتمد الدعم السريع على ارشيف الاجهزة الامنية فى استقطاب و تحويل ولاء و استقطاب عملاء و غواصات الاجهزة الامنية من النشطاء و قيادات و اعضاء الاحزاب السياسى. و قد استفاد الدعم السريع بشكل اساسى من وجود عبدالغفار الشريف فقد كان فى قيادة جهاز الامن الطلابى عندما كانت معظم القيادات السياسية الحالية البارزة طلاب فى الجامعة. كما انه استطاع الوصول الى و التعاون مع العديد من القيادات السياسية و النقابية التى زرعها و رباها عدوه اللدود قوش فى الاحزاب السياسية و تجمع المهنيين مستفيدا من اطلاعه على ارشيف الجهاز عندما كان الزراع الايمن لمحمد عطا و المسؤول عن الامن السياسى عن طريق ابتزازهم بالمعلومات التى وجدها فىه. من الاسباب الرئيسية التى دفعت العديد من قيادات تجمع المهنيين و الاحزاب السياسية و النشطاء للتواطوء لاجهاض ثورة ديسمبر و تمرير مشروع الهبوط الناعم و اعتماد الدعم السريع كشريك فى السلطة و الرجوع السريع للتفاوض بعد فض الاعتصام و القبول بالشراكة مع اللجنة الامنية و استماتتهم فى الدفاع عن شراكة الدم و تخريب العمل النقابى هو لحماية انفسهم و حتى لا يتم كشف حقيقتهم كعملاء سابقين للكيزان. و الان يستميتون فى الدفاع عن الدعم السريع و يرفضون ادانة ممارساته و انتهاكاته لان ملفاتهم قد انتقلت الى هناك. لكن قاصمة الظهرللجيش و الحركة الاسلامية كانت فى حصول الدعم السريع و جهاز استخباراته و امنه على جزء من ارشيف مكتب ظلام التابع للحركة الاسلامية و الذى يرصد هنات و نقاط ضعف القيادت البارزة فى الحركة الاسلامية و الجيش و اجهزة الامن. هذا مكنه من تجنيد و ابتزاز و شراء العشرات من الضباط الاسلاميين الذين ذودوه بمعلومات دقيقة عن الجيش و تحركاته. و قد اكد الصحفى الاسلامى ابوذر الامين فى تقرير احمد يونس المنشور فى الشرق الاوسط بتاريخ 29 يونيو 2023 ان الحركة الاسلامية يسيطر عليها جهاز العمل الخاص و ان هذا الجهاز منقسم فى ولاءه بين حميدتى و كرتى. ليس ذلك فحسب بل وظف جزء منهم لخدمة خطه الاعلامى الذى يهدف الى تثبيت حقيقة ان الجيش جيش الكيزان و ان الكيزان هم من شنوا الهجوم على الدعم السريع و اشعلوا الحرب. هذا لا ينفى ان الحركة الاسلامية كانت تخطط للانقضاض على السلطة و افتعال معركة مع الدعم السريع لكن ساعة الصفر و بدء الحرب بادر به الدعم السريع و سبق الحركة الاسلامية لانه كان يملك كل التفاصيل عن خطط الجيش و الاسلاميين من خلال عناصره التى زرعها فى الجيش و الحركة الاسلامية. التغطية الكثيفة لافطارات الاسلامية و التصريحات المستفزة لجماهير الشعب من قيادات الاسلاميين خلال رمضان لم تكن اعتباطا انما كانت جزء من خطة و مقدمة ليثبت الدعم السريع لاحقا ان الحرب من تخطيط الاسلاميين و ان الجيش كله كيزان و الجيش جيش الكيزان. هنا لا بد من ايراد الحقائق التالة: الجيش من مقدم الى لواء من الاسلاميين بنسبة 100% و هم الذين انضموا الى الكلية الحربية من الدفعة 39 (مارس 1989) الى الدفعة 53 (يناير 2000)، و هناك عدد مقدر منهم يحارب مع الدعم السريع. خططت الحركة الاسلامية للانقضاض على السلطة و الانقلاب على الديمقراطية بعد افتعال معركة مع الدعم السريع لا تتجاوز اسبوع حتى تبرر فرض حالة الطوارى و تكوين حكومة كفاءات. لكن ساعة الصفر لم تكن 15 ابريل انما كانت على الاقل اسبوع بعد ذلك. على حسب خطة الحركة الاسلامية ان الضباط المنتدبين لدى الدعم السريع و العشرات من الضباط المعاشيين الذين انضموا للدعم السريع سيسهلون مهمتها لكن انقلب السحر على الساحر. انقلاب الحركة الاسلامية لم يكن الاتفاق الاطارى احد مسبباته فهو امتداد لمحاولاتها السابقة و قد ظلت تخطط له لاكثر من عامين و تعرضت لاول ضربة نتيجة للخيانة عندما اعتقل البرهان او فى الحقيقة حميدتى بكراوى و مجموعته قبل ان تتحرك. لكن ل م تياس الحركة فقد وظفت محاكمة بكراوى لتعبئة الجيش ضد الدعم السريع خاصة ان مجموعة بكراوى ضمت مجموعة من الضباط الصغار من رتبه مقدم فما دون و ذلك من خلال نشر المحاكمات عبر منصة مونتكارو. هنا لا بد ان نشير الى ان صغار الضباط قد اشار الى انفسهم اثناء سير المحاكمات بتيار التصحيح و ان دافعهم الاساسى فى الانضمام الى بكراوى و مجموعته هو فض الاعتصام. لم تكتفى مونتكارو بتسريب محاكمة بكراوى و مجموعته و التى لا شك تتم بمعرفة و مباركة جهاز المخابرات انما نشرت مذكرة نسبتها الى بكراوى مشيرة الى انها وجدت فى مفكرة تخص بكراوى. المذكرة كانت عبارة عن البيان الاول و شرحت شكل الحكم و هو حل الدعم السريع و تكوين حكومة طوارىء تقوم بالتحضير لانتخابات. الخيانة وسط الاسلاميين هى التى اجهضت مجهوداتهم و لا زالت تفت من عضد الجيش. بعد اندلاع الحرب قام البرهان بارجاع بكراوى و مجموعته مجبرا و تربع بكراوى على منصة النشطاء و بدا الاسلاميين فى تلميعه كقائد رغم ان قدمه مبتورة. دعونا نستعرض بعض اساليب و طرق الدعم السريع فى تجنيد العملاء باستعراض ملفات اثنان من القيادات البارزة احدهم فى الامن الشعبى و الاخر فى القوى السياسية. المثال الأول: احتوى ملف كادر الامنى الشعب الذى تمكن الدعم السريع من الحصول عليها على معلومات عن اشكالات سلوكية، فهذ القيادى شاذ جنسيا و تم ضبطه و تصويره و هو يمارس الفاحشة. قام جهاز مخابرات الدعم السريع بابتزازه و هدده بفضح ذلك فى الوسائط المختلفة. رضخ لضغوط الدعم السريع و ابدأ استعداده للتعاون معه. و قد ملك استخبارات الدعم السريع معلومات حساسة عن مخطط الكيزان للسيطرة على السلطة فى يونيو 2020 و الدورالمفصلى الذى يلعبه قائد بارز سابق فى جهاز الامن فى مخططات الكيزان و نشاطهم السرى و حجم المعلومات و الخيوط التى يمسك بها. قام الدعم السريع بالضغط على هذا القيادى حتى انهار و بدأ فى التعاون مع الدعم السريع و تسريب كل خطط اقسام العمل الخاص و استمر تعاونه بعد اندلاع الحرب وظفه ليوجه ضربة ناجلة الجيش و الداعاميين له و التاكيد على ان الجيش يسيطر عليه الاسلاميين و ان الجيش و الحركة الاسلامية من اشعلوا الحرب فى 15 ابريل. المثال الثانى: هذا النموذج يوضح كيف ان جهاز امن الجبهة الاسلامية يمكن ان يستخدم تاريخ الاسر و لحظات الضعف و النقاط السوداء لابتزاز و تجنيد القيادات السياسية. بطل هذه القصة تم تجنيده بواسطة عبدالغفار الشريف فى اواخر العام 2017 عندما كان مديرا للامن السياسى. بطلنا هواحد القيادات النقابية البارزة فى تجمع المهنيين و الحزب الشيوعى. بدأت القصة عندما شهد احد ضباط الامن الاقتصادى شكلة و تنابذ بين بطلنا و احدى زميلته فهم منه ان والدة بطلنا كانت لها علاقة بسائقها قبل سنوات عديدة و هناك عشق و صحبة ربما نتج عنها ميلاد طفلة كبرت و تزوجت. وان المعلومات عن هذه العلاقة انتشرت حتى وصلت الى مسامع اهل زوجها و ادت الى حدوث ازمة اسرية دفعت اهل الزوج لانتزاع ابنائهم. قام ضابط الجهاز باستخدام هذه المعلومات لابتزاز بطلنا و تجنيده. بعد سقوط نظام الانقاذ استمر تعاونه مع مستشار حميدتى الامنى عبدالغفار الشريف للمساعدة فى تدجين تجمع المهنيين و تمرير اجندة قوى الهبوط الناعم و المساهمة فى صياغة اجندة و مسار النقابات و اعادة تكوينها بالشكل الذى يخدم اجندة اللجنة الامنية بالتعاون مع اخرين و لاحقا اضعاف و تفكيك تجمع المهنيين الى جانب خلق ربكة فى نششاط الحزبى. لتمكينه من التفرغ لمهامه و دوره الجديد تم اغراقه بالدولارات و للتغطية على ذلك ادعى انه يعمل فى شركة اماراتية رغم ان اسم العمل الذى يتستخدمه يملكه اثنان من الجنجويد هما (م.ن و م.ع). بعد ان استنفذ غرضه بدأ تلميعه و تقديمه كقائد ليتغلغل داخل مؤسساءت الحزب الشيوعى و يساهم فى تخريبها.ِ فى الختام نخلص الى خطورة تغلغل الدعم السريع داخل الجيش و الحركة الاسلامية و القوى السياسية المختلفة و انه استفاد من ارث الحركة الاسلامية فى الخسة و ابتزاز الخصوم و العضوية. عليه من المهم ان يعمل الضباط الوطنيين على توخ الحذر فى التعامل مع الضباط الاسلاميين و ابعادهم من مواقع اتخاذ القرار الحساسة ما لم يثبتوا نزاهتهم و وطنيتهم فى السابق القريب كما يجب التعال بحذر مع المعلومات الحساسة. كما يجب على الجيش ان يعتقل انس عمر و الجزولى و التحقيق معهما متما اطلق الدعم السريع سراحهما كما على الحركة الاسلامية ان تقوم بفحص تاريخهما و تقيم التجارب السابقة فى التعامل معهما. [email protected]