احتشدت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة بكلمة واحدة لها ثِقلٌ كبير "بيرقدار"؛ وهي مسيرات حربية تصنعها شركة "بايكار" التركية، وسميت على اسم صانعها ورئيس الشركة المنتجة "خلوق بيرقدار"، وتنتج شركته مسيرة بيرقدار طراز بي 2(TB2)؛ والتي تم اختيارها ضمن قائمة التقنيات المتطورة لعام 2023 من قبل مجلة (ام آي تي تكنولوجي ريفيو)، إحدى أهم المجلات المتخصصة في مجال تكنولوجيا الصناعات الدفاعية. ويعود سبب ترديد كلمة (بيرقدار) هذه الأيام إلى ادّعاء شائع من قبل فلول النظام الكيزاني البائد وبعض خبراء البرهان الاستراتيجيين، بأن قيادة (جيشهم) قد استلمت دفعة أولى من مسيرات "بيرقدار"، الأمر الذي نفته القيادة التركية بطريقة غير مباشرة، عندما صرحت بانها تقف على مسافة واحدة بين طرفي الحرب في السودان، وانها تتواصل مع قائديّ الجيش والدعم السريع، كلٍ على حِدة. هذا بجانب تقارير أخرى عالية الموثوقية من اصدارات استخباراتية، تثبت أكذوبة حصول جيش الكيزان على هذا الطراز من المسيرات التركية. ولعل أهم هذه التقارير، هو الصادر في أغسطس 2022، عن الشركة المنتجة لبيرقدار نفسها، والذي كشفت خلاله بعبارات واضحة عن حجم إنتاجها الشهري من الطائرات المسيرة من نوع "بيرقدار تي بي 2″ و" بيرقدار آقنجي"، وأوضحت بكلمات لا لبس فيها ولا غموض أنها قادرة حالياً على تصنيع (20)طائرة مسيرة شهرياً، وأن لديها طلبات متراكمة لثلاث سنوات، وأن الحصول على المسيرات يرتبط بعقود تصنيع مع العديد من الدول، جاء هذا الحديث على لسان رئيسها التنفيذي في مقابلة مع مؤسسة "كم باك ألايف" الأوكرانية، مضيفاً بان شركته تعمل على تنفيذ عقود تصدير مبرمة مع (22) دولة مختلفة، ذكرها بالاسم، ولم يكن سودان الكيزان بينها! الغريب في أمر هذه الأكذوبة التي أطلقها فلول النظام السابق كجزء من بروباغندا الحرب التي أشعلوا شرارتها الأولى من أجل العودة إلى السلطة مرة أخرى على ظهر الجيش، كما فعلوا في يونيو 1989، إنها قوبلت بسخرية كبيرة محلياً واقليميا ودولياً، وصارت فضيحة مجلجلة في عصر أصبح فيه الوصول إلى المعلومة من مصادرها الحقيقية (الأصلية) متاحاً بكبسة زر . وأكذوبة حصول الجيش على بيرقدار، تجعلنا نبحث عن معنى الكلمة، وهي كلمة فارسيّة مكونة من جزئين (بيرق – دار) والبيرق وجمعها بيارق معناها (الراية/ العلم)، والدار هي الدار (المنزل)، وهي مستخدمة في السودان بكثافة مثل: (رفع البيرق) أي رفع العلم، ومرادفها الشعبي (فك البيرق) أي رمى الراية خوفًا وجرى وولى هاربًا، وهذا ما ينطبق على فلول الكيزان الذين اشعلوا هذه الحرب، والتي ما ان اشتد أوارها وطار شرارها حتى (فكّوا البيرق) إلى مصر وتركيا، ليحاربوا في "السوشال ميديا" بالأكاذيب، فيما قادة الجيش مختبئون في نفق عميق، لا يملكون من أمرهم وقرارهم شيئاً، تأخذهم الفلول ذات اليمين وذات الشمال، تتلاعب بهم كيفما شاءت ووقتما شاءت! وبعد أن فك الكيزان والفلول البيرق إلى الخارج، وفشلوا في حربهم وفي إدارتها إعلاميًا، قرروا أن يفكوا (البيرقدار) أيضاً، فأشاعوا أن تركيا مدتهم بهذا النوع من المسيرات التي لا يُمكن الحصول عليها قبل سنتين على الأقل، هذا إذا ما توفر عقد مبرم مسبقًا مع الشركة المُصنِّعة ورئيسها التنفيذي السيِّد (بيرقدار) – ومعنى اسمه (موظف العلم) – أي الذي يرفع العلم على السارية صباحاً وينزله مساءً، ويحرسه ويحمله في الحرب؛ ولا يلقي به وراء ظهره ويولي الدبر يوم كريهة وسداد ثغر، كما فعلت وتفعل فلول الكيزان! بجانب كل ذلك، ما ينبغي أن يعرفه الجميع، أن استحالة منح تركيا قيادة الجيش السوداني بهذا النوع من الطائرات، لا تكمن فقط في عجز جدول الطلبيات والعقود الخاص بالشركة عن الإيفاء بذلك، وإنما أيضاً في أن المجتمع الدولي والإقليمي لن يقبل بذلك ولابد انه ضغط ويضغط على الرئيس "أردوغان" لمنعة من تحقيق ذلك حتى لو أراد، هو لم يُرد ولم يقل، لأن في هذا النوع من الحروب المنفلتة، وخصوصًا ان بأحد أطرافها متشددون إسلاميون، فإن قرون استشعار المجتمع الدولي ترتفع إلى اقصى مدى ممكن لها، وتعمل بجدية ودونما هوادة للحيلولة دون امتلاكه أيٍ أسلحة نوعية، قد تستخدم بعد الحرب لأغراض أخرى تهدد الأمن والسلم الدوليين، خاصة في ظل غياب الدولة في السودان، واختطاف الجيش من قبل جماعة اسلاميه ارهابية فاسدة، سبق وتوافق العالم على تصنيف دولتها كدولة راعية للارهاب! وفي هذا الصدد، لم يؤكد أي مصدر تركي رسمي أو غير رسمي ولا أي مصدر موثوق آخر، حصول الجيش على هذا الطراز من المسيرات النوعية، وقد استند موقع (قناة العربية) على حساب واحد باللغة التركية غير موثق على (تويتر)، أورد إن الجيش السوداني حصل على 50 مسيرة بيرقدار – 50 مرة واحدة- وقد صنف لاحقًا هذا الحساب على انه حساب مفبرك أطلقه (كيزان تركيا)، هذا اضافة إلى إفادة حصلت عليها (قناة الحدث) من أحد الخبراء الاستراتيجيين (إياهم) الذين (فكوا البيرق) إلى خارج البلاد، وها هم يفكون (البيرقدار) من خيالهم المريض في سماء الخرطوم! انهم الكيزان، وحدهم من يستطيعون فك البيرق والبيرقدار!