وقعت معارك عنيفة شمال الخرطوم، أمس الجمعة، بين الجيش السوداني و"الدعم السريع"، الذي أعلن تصديه لهجوم والاستيلاء على عشرات المركبات، وهو ما اعتبرته القوات المسلحة "تضخيما وكذباً"، معترفة في الوقت عينه بوقوع خسائر في صفوفها. وبالتزامن، أعلنت المحكمة الجنائية الدولية بدء تحقيق جديد في جرائم حرب في إقليم دارفور منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي. وشهدت مدينة بحري شمال العاصمة اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والخفيفة. ووفق مصادر "القدس العربي" فإن قوة من الجيش قادمة من منطقة خطاب في شمال شرق الخرطوم وقعت في كمين محكم نفذته قوات الدعم السريع التي كبدت الجيش خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. وقالت قوات "الدعم السريع" في بيان إنها تصدت لهجوم قام به الجيش على مواقع تمركز قواتها في مدينة بحري في محورين من ناحية (حطاب) والآخر باتجاه جسر الحلفايا. وأكدت استيلاءها على "120 مركبة بكامل عتادها منها 90 من قوات الجيش القادمة من منطقة (حطاب) والبقية من القوة المهاجمة من جهة الحلفايا". كذلك أفاد البيان ب "الاستيلاء على عدد من الآليات العسكرية جار حصرها وأسر العشرات من أفراد القوة منهم ضابط برتبة عميد ركن ومقتل المئات من بينهم قائد القوة برتبة لواء وقائد ثاني بالرتبة ذاتها ". ونفى الجيش تصريحات قوات "الدعم السريع" عن إيقاع خسائر ضخمة بالمئات في صفوفه في معارك في العاصمة الخرطوم. وقال مكتب الناطق الرسمي باسم الجيش، في بيان، إن قواتهم قامت فجر أمس الجمعة بعمليات تمشيط واسعة في مدن العاصمة الثلاث، وكلها كانت ناجحة وجرت كما هو مخطط لها. وأقر بوقوع خسائر في جزء من محور بحري، لكنه جزم بعدم تأثير ذلك على مجرى العمليات، نافيا في الوقت نفسه جحم الخسائر الذي تحدثت عنه قوات "الدعم السريع" التي قال إنها "درجت على المبالغة والتضخيم والكذب". وفي سياق متصل، أعلنت المحكمة الجنائية الدولية بدء تحقيق جديد في جرائم حرب في إقليم دارفور منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي.