الكثيرون من داعمي الجيش في حربه العبثية، كما وصفها قائد الجيش نفسه، تركوا عدوهم العسكري وأصبح شغلهم الشاغل هو قوى الحرية والتغيير. كل هزيمة للجيش يعتبرونها بسبب قوى الحرية والتغيير، كل انتهاك من قبل الدعم السريع يعتبرونه بسبب قوي الحرية والتغيير، كل اعتقال لمدني بريء من قبل استخبارات الجيش يقولون بسبب قوى الحرية والتغيير، لو تعثر احدهم في السودان او سقط في بريطانيا سيقول انه بفعل قوى الحرية والتغيير! هذه حالة مرضية متفشية في الكثيرين، وهي تحتاج فعلا لدراسة، فطبيعي ان يهلوس الكيزان والفلول بقوى الحرية والتغيير لانها اذا عادت للحكم سوف تعيدهم لعلبهم، لكن ما بال من كنا نظنهم في معسكر الثورة والعمل المدني؟!! ماذا اصابهم ليصبحوا ببغاوات يرددون خطاب الكيزان والفلول ضد الحرية والتغيير؟! هناك بعض يتامي مكتب حمدوك الذين لا شغل لهم ولا مشغلة الا قوى الحرية والتغيير، يستميتون في الدفاع عن البرهان وجيشه كانهم رباطة، ترى الصورة فتعرف انها لهم وتنظر لما يكتبون فاذا هي كتابات اب جيقة وقتلة شهداء ثورة ديسمبر ومنشورات غرف الكيزان الالكترونية!! الغريبة ان حمدوكهم نفسه يرفع راية الحياد التي ترفعها قوى الحرية والتغيير، ولكنه الغرض والغرض مرض كما يقول اهلنا. ثم هناك بعض النشطاء الذين كنا نرى فيهم قادة مدنية الغد وثوار من اجل الديمقراطية اصبحوا يدافعون عن عسكرة الحياة وحرق القوى المدنية ونسفها للريح فاقوا في ذلك عتاة الكيزان والفلول!! لا تقرأ لهم فكرة ولا رؤية الا وتجدها بنيت على هدم قوى الحرية والتغيير وتجريدها من حقها السياسي الطبيعي في النشاط من اجل السلام وايقاف الحرب واقامة الحكم المدني، كأنما من يقف أمام المدنية هم قوى الحرية والتغيير وليس العسكر وانصار النظام البائد!! كنا نتوقع ان يعود هؤلاء لرشدهم مع الزمن ومع استمرار فتك الحرب بالسودان وتهديدها لاحلام وامال السودانيين في الحكم المدني، لكنهم عموا وصموا وتمادوا حتى اصبحوا طغاة جدد في بزز مدنية، إلى هؤلاء نقول؛ قوى الحرية والتغيير ليست عدوا لمن يريد الحكم المدني ويسعى للديمقراطية، ولكنها بكل تاكيد عدو لكل انصار الموت ودعاة عسكرة الحياة واعادة النظام البائد للحكم، وهذا ليس خط جديد لها، بل هو خطها الاستراتيجي الذي ظلت عليه منذ ان وجدت مرورا بكل الانظمة العسكرية لم ينسفها طاغية ولا غيرتها تهديدات ولا اعادها عن مسارها وعيد، وستظل سائرة في هذا الخط حتى ينبلج فجر المدنية في أرض السودان وينعم شعبه بالسلام والعدالة والحرية. يوسف السندي [email protected]