التجمع الاتحادي بيان نقلت وسائل الإعلام خبر وفاة 42 سوداني من اللاجئين بشرق تشاد خلال الأسبوع الماضي بسبب الجوع. سبق أن ذكرت تقارير مفوضية شئون اللاجئين بالأمم المتحدة أن عدد السودانيين الذين عبروا من الحدود التشادية طلباً للجوء في الفترة ما بين 15 أبريل وحتى نهاية سبتمبر يفوق ال 423٫650 مواطن، ومع استمرار الحرب واتساع رقعتها تتزايد أعداد الفارين من مصير القتل بأسلحة الحرب ليواجهوا مصائر كارثيةً أخرى على أعتاب النزوح واللجوء. يعيش أغلب اللاجئين في شرق تشاد في ظروف إنسانية صعبة للغاية بمعسكرات تفتقر للمواد الغذائية ومستلزمات الإيواء وحتى مصادر المياه الصالحة والصرف الصحي. ومع تفاقم الوضع الصحي بالمعسكرات خلال فصل الخريف انتشر العديد من الأمراض والأوبئة مثل الملاريا والاسهالات وغيرها من الحميات الموسمية، أدى لزيادة أعداد الوفيات بشكل كبير داخل المعسكرات، وذلك لانتشار نواقل الأمراض وانعدام الظروف البيئية الملائمة والنقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الصحية، والضعف الشديد في مقاومة الأمراض للنقص الغذائي الحاد وتفشي معدلات سوء التغذية وسط اللاجئين. ومع هذا الوضع الكارثي الذي يعانيه اللاجئون السودانيون في تشاد، هناك أكثر من 5.3 مليون سوداني ما بين لاجئ ونازح فروا هرباً من ويلات الحرب وجرائمها بحثاً عن الأمن منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل وحتى الآن. وما يفاقم هذه الأزمة الإنسانية هو استمرار هذه الحرب العبثية وانعدام المسارات الآمنة التي تسمح بمرور الغوث الإنساني وعدم الالتزام بمعاهدات حماية المدنيين حسب الأعراف والقوانين الدولية وحسب ما وقع عليه الطرفان في اتفاق منبر جدة. يعي الشعب السوداني أن نهاية هذه المأساة التي يعيشها تكمن في إيقاف هذه الحرب وفي رفع الحصار عن المدنيين وإعادة اللاجئين والنازحين إلى بيوتهم ومناطق سكنهم وإعادة إعمار ما تم تدميره وجبر الضرر والخسائر التي طالت شريحة واسعة من المواطنين. ولذلك فنحن ندعو كل القوى المدنية إلى التوجه بشجاعة لبناء وتوسيع الجبهة المدنية لإيقاف الحرب واستعادة مسار بناء البلاد وتحولها المدني الديمقراطي، وللضغط على الأطراف المتقاتلة بضرورة وضع حياة السودانيين في مقدمة الأولويات وإيقاف الاقتتال فوراً والوصول لاتفاق لوقف شامل لإطلاق النار ووضع نهاية لهذه الحرب التي لم تبقِ ولم تذر. التجمع الاتحادي 18 أكتوبر 2023