الحريق الذي نشب في جزء من مصفاة الجيلي بالخرطوم فيه روايتين: 1/ رواية الجيش والتي تقول ان تانكر بنزين تابع للدعم السريع احترق لان الدعم السريع لا يعتمد المعايير الهندسية داخل المصفاة. 2/ رواية الدعم السريع ان الجيش قفص المصفاة بالطيران. دعونا نقارب الروايتين ونرى ايهما الصحيحة، ونذكر اولا ان الذي احترق ليس المصفاة بكاملها وانما جزء داخل قسم الشركات تابع لشركة النيل. المصفاة ومخازنها بكاملها تحت سيطرة الدعم السريع منذ 15 ابريل، وهو ما يعني ان الدعم السريع يستخدم الوقود الموجود هناك لدعم عملياته العسكرية، وأن هذا احد العوامل المهمة جدا في انتصارات الدعم السريع، خاصة وان الدعم السريع يعتمد على السيارات الرباعية في الحركة والهجوم، وهو ما يحتاج كميات ضخمة من الوقود، يستطيع توفيرها بسهولة من خلال سيطرته على المستودعات والمصفاة. عليه فان احتراق هذه المستودعات خسارة للدعم السريع وليس العكس، وبالتالي ليس من الموضوعي ان يتسبب الدعم السريع في خسائر لنفسه. من الناحية الاخرى، منذ 15 ابريل لا يستفيد الجيش شيئا من المصفاة، واذا احترقت فان ذلك في مصلحته عسكريا، لان ذلك سيقلل من استفادة الدعم السريع منها، لكن الأخطر ان الدعم السريع لن يتضرر لوحده من حريق المصفاة، بل سيتضرر جميع المواطنين والسودان بأكمله. مما ذكر أعلاه، فان قصف الجيش للمصفاه هو الخيار الراجح، واذ اعترض احدهم بأن الجيش لم يستهدفها طيلة الشهور الماضية من الحرب فلماذا يستهدفها الان؟ نقول له ان استمرار الحرب هو السبب، اذ ظن الجيش ان الحرب لن تطول، وانه قادر خلال زمن وجيز على حسم الدعم السريع، وحين تبين له انها حرب طويلة بداءت الأفكار السوداوية تسود داخله، فبدل ان يثوب الجيش الى رأي الراشدين والعقلاء داخله والذين يدعون إلى ايقاف الحرب وتجنيب البلاد تكلفتها الباهظة، سقط الجيش في شراك المهووسين من الكيزان عسكر ومدنيين. ونقدم لكم ثلاث نماذج من هؤلاء المهووسين: اولهم الفريق فتح الرحمن محي الدين قائد البحرية السابق، فهذا المهووس أعلن على الفضائيات ان الجيش سيواصل في الحرب ولو يحرق السودان كله!! فهل من يريد حرق السودان كله سيهمه احتراق مصفاة؟! النموذج الثاني المدعو الانصرافي وهو احد امنجية صلاح قوش، هذا الرجل دعى الجيش مرات ومرات لقصف أسرى الجيش عند الدعم السريع وقتلهم حتى لا يستخدمهم الدعم السريع للوي يد الجيش!! فهل وقوع الجيش تحت قيادة المجانين الذين يدعونه لقتل الالاف من ضباطه وجنوده الأسرى، سيمنعه من قصف المصفاة؟! النموذج الثالث المدعو عمسيب الكوز العنصري الذي استلم الراية من سلفه الطيب المصطفى وصار يدعو للانفصال، هذا المهووس ظل يصرخ في الجيش مرات ومرات لكي يقصف كبري شمبات! فهل وقوع الجيش تحت تأثير هؤلاء المهووسين الداعين لقصف الكباري سيمنعهم من قصف المصفاة؟! في سبتمبر الماضي قام الجيش بقصف برج شركة النيل هذه نفسها في شارع النيل في الخرطوم مما أدى لاحتراقه ثم أصدر بيانا يحمل فيه الدعم السريع مسؤلية الحريق، وبجمع المعلومات تبين ان الجيش قصف هذا البرج لان الدعم السريع نصب عليه مدافعا وصار يدون به تجاه القيادة العامة. القصف المدمر مثل استهداف الابراج ثم المصفاة من قبل الجيش لن يتوقف وسوف يزداد، لأن الحرب مستمرة، ونتوقع في الفترة القادمة ان ينفذ الجيش طلب عمسيب بتفجير الكبري ثم ينفذ طلب الانصرافي بقصف اسري الجيش وقتلهم اجمعين ثم ينفذ اخيرا تهديد قائد البحرية السابق ويحرق السودان كله. مع هذا الجيش المؤدلج المكوزن لن يرى السودان عافية وسيظل في الحضيض، لذلك حل هذا الجيش وحل كل الجيوش الاخرى وهي الدعم السريع وجيوش الحركات المسلحة، وتكوين جيش جديد (لنج) ذو عقلية تحمي الوطن ولا تحرقه، هو الخيار الوحيد المتبقي لضمان استمرار السودان دولة موحدة ومستقرة. [email protected]