كم عقل لديك؟ الاجابة التي يقدمها معظمنا باستثناء من درس علم الاحياء في الثانوية او الجامعة او من لديه بعض الإلمام بسايكولوجيا الانسان هي عقل واحد ولكن العلم يقول ثلاثة عقول. يمكننا ان نقول انها ثلاثة طبقات تكونت وتطورت عبر مسيرة حياتنا التي تفوق ملايين السنوات. وهذه الطبقات او العقول الثلاثة هي: عقل الزواحف البدائي عقل الثدييات الذي تطور اكثر من عقل الزواحف واخيراً العقل الرئيسي والذي يمثل الطبقة الاخيرة التي تجلس فوق عقل الثدييات والذي يجلس بدوره فوق عقل الزواحف. والطبقات الثلاثة متصلة مع بعضها البعض ولكن في الواقع تعمل وكانها ثلاثة عقول مختلفة. يقال انها في حرب مستمرة مع بعضها البعض. ودعونا ننظر الي كيف تعمل كل طبقة واهمية ادراك عمل هذه الطبقات حتي نراعي ذلك في كل ما نقرا ونتفاعل معه بشكل يومي، الجزء السفلي من عقلنا وهو عقل الزواحف الذي استمر معنا منذ ذلك الوقت هو العقل الذي يتعامل مع اية مهدد جسدي او عقلي بالقتال او الهروب. هذا الجزء متخصص في الأفعال وردود الأفعال بدون تفكير ودون التوقف للحظة واحدة للتساؤل. هذه هي وظيفته وقد احتفظ بها. وقد يقودنا هذا الجزء من عقلنا الي التجمد تماما امام الاحداث كما يفعل الغزال او الثعلب او الكلب امام نور سيارتك. يتجمد تماما فتضربه السيارة وقد تقتله. الطبقة الوسطي او عقل الثدييات هي مركز العواطف والمشاعر حيث عاطفة الحب والكراهية والحزن والغضب والغيرة. ويجلس فوق هذه الطبقة ما يسمي بالعقل الرئيسي او عقل الرئيسيات primate . هذا يمثل قمة التطور في عقولنا الثلاثة. وهو ما يقوم بوزن الأمور والتفكر فيها وفي خطط تنفيذيها وتبعات كل ذلك. هذه الطبقة تقوم بجمع المعلومات من طبقتي عقل الثدييات والزواحف فينا وتقوم بتحليلها والتوصل الي قرارات ذكية بشأنها. الي حد ما تعمل هذه الطبقات الثلاثة معا، والي حد كبير تعمل بانفصال عن بعضها البعض. المشكلة اننا وعندما نكون في حالة غضب او تحت ضغوط عالية كما في حالة الحرب التي يديرها الكيزان في بلادنا نصبح تماما تحت رحمة عقل الزواحف والثدييات. اننا نتعامل مع الاحداث لا بعقلنا البشري بل بعقل الثعابين والفيران. هذا ما يدركه الكيزان وهو ما تقوم به آلة دعايتهم الضخمة من انصرافي وقرع لطبول الحرب بنعرات قبلية ضيقة. وهو تماما ما يحاولونه من السعي لتسليح شعبنا ليقود حربهم باسم حماية القبيلة وعنتريات رجولة تقود الي عودتهم علي دماء وارواح شبابنا. ليتنا نتوقف ونحسب الي عشرة كما يقولون قبل ان نتخذ اية قرار وقبل ان نمد اصبعنا الي هاتفنا الذكي بردود لا علاقة لها لا بالذكاء ولا بالإنسان. ان كان هناك خير في كل هذا الدمار وهذا التشرد فهو إدراكنا التام لما يحاوله اعداء شعبنا من لصوص الموتمر الوطني الذي لا يمت الي الوطنية باية صلة. ليتنا نبتعد عن التهييج والغضب ونحتكم الي عقلنا العلوي، عقل الانسان فينا، لا عقول الثعابين والثعالب. [email protected]