احمد داوود لم تكن الإبادة الجماعية في دارفور كفيلة بميلاد وعي مشترك و حقيقي بالجنجويد. لقد كان الوعي بالجنجويد نصوصي و شفاهي. وحتي لوقت قريب كان معظم السودانيين يتعاملون مع الجنجويد كمفهوم امبريالي لتشويه حقيقة المجتمعات العربية في دارفور. لكن كانت حرب الخامس عشر من إبريل المنعطف الفاصل في الوعي بالجنجويد، لأنها نقلت السودانيين من الوعي النصوصي الي معايشة حقيقته الموضوعية و المنفكة عن السردية الغربية. حيث هنالك – في الجزيرة و الخرطوم ألتقي المركز ولأول مرة في تاريخه بالجنجويد وجها لوجه . لم يكن الجنجويدي ذلك الأخ المتصور ، و المحارب الذي لطالما قاتل لصالح الدولة المهددة من جحافل العصابات الأفريقية المسلحة . إنه ذلك الغاز و المرتزق الذي دنس شرف السودانيات، و اللص الذي استولى علي أملاك المدنيين، و العنصري الذي تفنن في القتل و الذبح علي أسس عرقية. نأمل أن يعي رفاقنا في الحرية و التغيير الذين يقدمون الغطاء السياسي للجنجويد الدرس. عليهم أن يعلموا أن الغدر سلوك متأصل في الذات الجنجودية. و مثلما غدروا باخوتهم في دارفور فإنهم لن يتورعوا في الانقلاب علي قحت . لن يتوقف الجنجويد مالم يبتلع السودان بشكل كامل و يؤسس علي انقاضه دولته. حينها فقط و بعد فوات الأوان سيعي الرفاق في قحت فداحة ما ارتكبوه من خطأ. —