قبل شهر مضى أصيب الناس بالرعب من بث جماعات البراء الارهابية التي تقاتل في صفوف الجيش فيديو يظهر الاحتفاء والاحتفال برأسين منفصلين عن الجسد اتضح لاحقاً إنهما مدنيان قتلا وتم التمثيل بالجسدين تحت مظنة التبعية لقوات الدعم السريع، وقبل أن تغادر مناظر الرعب تلك أذهان الناس انتشر فيديو لأحد أفراد القوات المسلحة وهو يلتهم زراع شخص ميت من قوات الدعم السريع في منظر مقزز لا يمكن تصوره إطلاقا، أن يأكل إنسان جسد انسان اخر. هذا الأسبوع تحصلت (مجد) على فيديو لإرهابي من كتائب البراء تحت عنوان ماذا نفعل بأسرى الدعم السريع، وعلى الرغم من انه من المعلوم وفق القانون الدولي الانساني والأعراف كيفية معاملة الأسير، قال الإرهابي: (ببساطة نقوم بإخصائهم، ومن يقول أن ذلك خاطئي من الحرية والتغيير نعاقبه أيضا بالإخصاء)، وقبل أن يفوق الناس من دهشتهم هذه المرة أيضا، نشرت الجماعات الإرهابية فيديو لمقاتلين يقومون بسلخ جندي تابع للدعم السريع تماماً مثلما يسلخون الشاة. هذه الأفعال والأفكار والمناظر البشعة، تُرافق عادة التنظيمات الارهابية التي لا تكتفِ بالقتل بل بالتمثيل بالجثث، عندما ظهرت في السودان بعد حرب الخامس عشر من أبريل 2023، وبدأت بالإحتفاء الممنهج إعلامياً بقصف الطيران الحربي الذي يصيب عادة المدنيين، بإطلاق لقب (صانع الكباب) على الطيارين إحتفاءا بالدماء والقتل والمناظر البشعة التي تُخلّفها الإصابة بالمقذوفات الهابطة من السماء. ظهور التنظيمات الارهابية لم يكن مفاجئاً، فقد احتضنت قيادة القوات المسلحة المليشيات الارهابية تحت لافتة الاستنفار، ومنحت قادة كتائب القتل المتطرفة صلاحيات مطلقة في أماكن سيطرتها، وفي ظل احتضان نظام الإنقاذ البائد للإرهاب الاقليمي والدولي طوال ثلاثون عاما، فإن بروز هذه الجماعات المتطرفة للسطح مسألة متوقعة، وهي مسالة تزيد تعقيد المشهد الوطني، وهو أيضا جرس إنذار للجوار الإقليمي والمجتمع الدولي عنوانه الأبرز تهاونكم معنا سيكون سبباً للإطاحة بإستقراركم.