دبي (رويترز) - قال مصدر في المجلس الوطني الانتقالي الليبي يوم الخميس ان سيف الاسلام الابن الهارب للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي يريد طائرة لنقله خارج الصحراء الليبية حتى يتسنى له تسليم نفسه الى محكمة جرائم الحرب في لاهاي. ولم تتوفر تفاصيل كما لم يتسن التحقق من صحة هذه الانباء لكن تشكلت صورة منذ مقتل القذافي قبل اسبوع بعد ان وقع في ايدي الثوار تشير الى أن سيف الاسلام (39 عاما) فر الى الصحراء في جنوب ليبيا ولجأ الى البدو هناك وانه يسعى الى ملاذ امن في الخارج. وحتى اذا تمكن سيف الاسلام من الحصول على جزء من الثروة الطائلة التي جمعتها اسرة القذافي من السلطة على ابار النفط الرئيسية في ليبيا خلال 42 عاما من حكم البلاد فسوف تحد مذكرة الاعتقال التي اصدرتها المحكمة الجنائية الدولية من الفرص المتاحة له. وربما يفسر ذلك عزمه فيما يبدو على تسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية الذي يظهر في اتصالات راقبتها وكالات المخابرات -- وعرضتها على الحكام المؤقتين لليبيا -- بعد ان فرت امه وعدد من اخوته الذين بقوا على قيد الحياة الى الجزائر والنيجر. وقالت المحكمة التي تعتمد على الدول الموقعة على المعاهدة المنشئة لها في تسليم المتهمين انها تحاول التحقق من مكان ونوايا سيف الاسلام ورئيس المخابرات الليبية السابق عبد الله السنوسي الرجل الثالث في مذكرة الاتهام التي اصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بعد القذافي وسيف الاسلام. وقال مصدر المجلس الوطني الانتقالي ان سيف الاسلام والسنوسي موجودان معا في حماية قبائل الطوارق في الصحراء الواسعة بالقرب من الحدود بين الجزائر والنيجر. وقال مصدر المجلس الوطني الانتقالي "سيف قلق على سلامته... يعتقد أن تسليم نفسه هو أفضل خيار أمامه." ويريد سيف الاسلام الذي كان يعتبر بديلا اصلاحيا محتملا لكنه انحاز الى والده في صراع حياة او موت هذا العام اشراك دولة ثالثة ربما تونس او الجزائر في نقله جوا الى لاهاي حيث يواجه فرصه امام محكمة لا تحكم بحكم الاعدام. وقال المصدر في المجلس الوطني الانتقالي عبر الهاتف من ليبيا "انه يريد ارسال طائرة له.. يريد تطمينات." وذكر فادي العبد الله المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية ان المحكمة تحاول التحقق من تصريحات المجلس الوطني والتوصل الى كيفية نقل المتهمين. وقال العبد الله "الامر يتوقف على مكان وجود المشتبه به وكيف يمكننا الاتصال به وما الذي يلزم لاحضاره الى لاهاي. هناك سيناريوهات مختلفة." ويشكك بعض المراقبين في دقة معلومات المجلس الوطني مع الوضع في الاعتبار الاخطاء الكبيرة التي شابت معلوماته المخابراتية في الفترة الاخيرة. ويرجح البعض ان يكون الاستسلام الى المحكمة الجنائية الدولية مجرد خيار واحد من خيارات سيف الاسلام الذي ربما يتمنى ان ترحب به دولة افريقية من الدول التي اغدق والده عليها بالهدايا. وتململ الاتحاد الافريقي وبعض دوله القوية مثل جنوب افريقيا من تركيز المحكمة الجنائية الدولية على الافارقة وربما ابدى بعضهم تعاطفا مع سيف الاسلام. ويقول محامون انه حتى اذا القي القبض عليه بتهم تتعلق بقتل المحتجين في فبراير شباط ومارس اذار فمن الممكن ان يدافع سيف الاسلام عن نفسه بدفوع تحد من اي حكم. سيف الاسلام فرّ وبحوزته 16 مليون دولار وكالات: ذكرت صحيفة 'ديلي ميرور' امس الخميس أن سيف الإسلام، نجل العقيد الليبي معمر القذافي، فرّ وبحوزته 10 ملايين جنيه إسترليني، أي ما يعادل 16 مليون دولار، ومداخل للمزيد من الأموال المخفية. وقالت الصحيفة إن المجلس الوطني الانتقالي الحاكم في ليبيا الآن زعم أن سيف الإسلام البالغ من العمر 39 عاماً ورئيس الاستخبارات السابق عبد الله السنوسي يريدان تسليم نفسيهما إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لتجنب مواجهة المصير المروّع مثل القذافي. وأضافت الصحيفة أن هناك مخاوف من احتمال لجوء سيف الإسلام إلى استخدام الأموال المتوفرة بحوزته لتمويل الإرهاب ضد النظام الجديد في ليبيا، على الرغم من إعلان المجلس الوطني الانتقالي بأنه يريد تسليم نفسه إلى لاهاي. ونسبت إلى سيف الإسلام قوله في بيان بثته قناة تلفزيونية في سورية بعد ثلاثة أيام على مقتل والده 'سنواصل مقاومتنا، وأنا موجود في ليبيا وعلى قيد الحياة وحر وأنوي الانتقام'. وأشارت الصحيفة إلى أن سيف الإسلام يُعتقد بأنه يعرف مكان إخفاء الملايين من سبائك الذهب في ليبيا ورموز الوصول إلى الحسابات المصرفية السرية في أوروبا، إلى جانب الملايين التي بحوزته. وافادت صحيفة 'بيلد' التي تصدر في جنوب افريقيا الخميس ان مجموعة من المرتزقة من هذا البلد ما زالت في ليبيا تحاول اخراج سيف الاسلام القذافي، ابن الزعيم الليبي السابق معمر القذافي من هناك. وتحدثت صحيفة 'رابورت' التي تصدر باللغة الافريكانية ايضا الاحد، استنادا الى مصادر لم تذكرها عن 19 مرتزقة من جنوب افريقيا تعاقدت معهم شركات جنوب افريقية مرتبطة بالقذافي للمشاركة في حماية العقيد واقاربه. وقالت صحيفة 'بيلد' الخميس ان طائرات تنتظر في جوهانسبورغ والشارقة في الامارات العربية المتحدة بانتظار امر الاقلاع لنقل المرتزقة (وربما سيف الاسلام) عندما تسمح الظروف بذلك. وبعد شهر ساعد مرتزقة جنوب افريقيين على ما يبدو زوجة معمر القذافي صفية وابنته واثنين من ابنائه هنيبال ومحمد على الفرار، كما افادت بيلد. واكدت 'ريبورت' الاحد ان اثنين من المرتزقة على الاقل قتلا في الهجوم الذي شنه طيران الحلف الاطلسي على قافلة القذافي بينما جرح اخرون ما زالوا مختبئين في ليبيا. ولم تشا وزارة الخارجية الجنوب افريقية التعليق على هذه المعلومات. وكانت تقارير صحافية أوردت أن وحدات من القوات الخاصة البريطانية والقطرية تجري عملية بحث مكثّفة عن سيف الإسلام في منطقة الحدود الجنوبية لليبيا مع النيجر، بعد تأكيد مصادر استخباراتية بأنه غيّر المركبات التي يستخدمها عدة مرات لتجنب اكتشافه. وقالت إن القوات الخاصة البريطانية والقطرية وقوات المعارضة الليبية تشارك في عملية مطاردة سيف الإسلام بمساعدة طائرات تجسس تابعة لمنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، تقوم بتمشيط منطقة واسعة وعمليات تفتيش من الجو، وأيضاً من خلال التنصت الالكتروني المتطور لمطابقة صوت سيف الإسلام عند استخدامه الهاتف.