في حوار خاص ب"إيلاف" مع الفنانة السوريَّة، رنا أبيض، تحدَّثت عن آخر أعمالها من مسلسل "الشيخة"، مرورًا ب"رايات الحق"، وصولاً إلى "ما ملكت إيمانكم"، كما تحدَّثت عن السينما السوريَّة الَّتي إعتبرتها بائسة، مشيرةً إلى أنَّ الدراما التُّركيَّة ميَّزت الممثل السوري وقدَّمت له دخلاً إضافيًّا. دمشق: قالت الفنانة السوريَّة، رنا الأبيض، أنَّها اعتذرت عن مجموعة من الأعمال العربيَّة، منها عمل بحريني للمخرج أحمد المقلع، والكاتب جمال سالم، لارتباطها بتصوير مسلسل "الشيخة" العراقي، كما اعتذرت عن العمل المصري "السائرون نيامًا" للمخرج المصري محمد فاضل، لعدم اقتناعها بالدور المسند إليها، مشيرةً في الوقت نفسه أنَّها كانت تحب الوقوف أمام كاميرا المخرج المصري لأنَّه سبق له أنّْ رشَّحها لنيل جائزة أفضل ممثلة في مسلسل لورنس العرب، إلاَّ أنَّ الدور لم يرض طموحاتها . وكشفت الفنانة السوريَّة في لقاء خاص مع "إيلاف" عن مجموعة من الأعمال الَّتي شاركت بها في الموسم الرمضاني قائلة: "أقدم في مسلسل "رايات الحق" من إخراج محمود الدوايمة، وتأليف محمود عبد الكريم، شخصيَّة "أم عمارة" زوجة حمزة بن عبد المطلب، وهي من أوائل النِّساء اللواتي دافعن عن الإسلام وأفكار النَّبي محمد في المعارك الَّتي خاضها، حيث شاركت في الحروب فترة صدر الإسلام وكانت فاعلة فيها. وكشفت عن أنَّها أنهت تصوير مشاهدها مع المخرج نجدت أنزور، في مسلسل "ما ملكت أيمانكم"، حيث تجسد فيه شخصيَّة "غرام" الَّتي تتاجر بالرقيق الأبيض وتروج للنساء مع كبار رجال الأعمال، معتبرةً في الوقت نفسه أنَّ الفتيات المستضعفات يخسرن الكثير عندما يصل بهن الأمر لبيع أجسادهن وتقديم التنازلات، منتقدةً سوق الرقيق الأبيض المغري للكثير من الفتيات اللواتي نشأن في بيئة موبؤة كالَّتي عاشت فيها غرام، لافتةً إلى أنَّ الفتيات في مثل حالة غرام بحاجة لتسليط الضوء عليهن والإحتضان من قبل المجتمع والجهات المعنيَّة. واعتبرت الفنانة السوريَّة أنَّ هناك صفات للفنان تؤهله لتقديم أدوار جريئة، وأنَّها سعيدة لتقديم مثل هذه الأدوار الَّتي لا تقبل بها أي ممثلة لأسباب كثيرة كعدم امتلاكها قوة الشَّخصيَّة، والجرأة الكافية، والخوف من تفاصيل وهميَّة متعلقة بالمجتمع على حد تعبيرها. ورفضت رنا أبيض أنّْ تندرج الأعمال الَّتي تقدمها ضمن إطار الإغراء، وإنَّ صنف بذلك النوع فإنَّه لا يتعد الإغراء اللفظي على حسب قولها. وعن المسلسل العراقي "الشيخة" سيناريو وحوار كريم محمد، وإخراج السوري سامي الجنادي، تحدثت الفنانة السوريَّة قائلةً "الشيخة فاطمة هي زعيمة إحدى العشائر العراقيَّة في أواسط القرن الماضي، وتعيش قصة حب مع زوجها وتنجب منه، وبعد وفاته تتولى مهام ومسؤولية العشيرة، وما يميِّز الشيخة فاطمة قوة حدسها، وسبق رؤيتها للأمور، فهي عملت بالتِّجارة في زمن اعتماد العشيرة على الزراعة، وهي تمثل المرأة العراقيَّة ذات الشَّخصيَّة القويَّة، وماكلة العزيمة والصبر ولم تمارس دور الخالة (زوجة الأب) بل كانت بمثابة الأم لأولاد زوجها ولكل عشيرتها. حريصة على مظهرها وفي سياق آخر لفتت الفنانة السوريَّة إلى أنَّها دائمًا ما تكون حريصة على مظهرها وشكلها أثناء التصوير، إلاَّ أنَّها في كثير من الأحيان لا تظهر بالشكل المطلوب لسوء الإضاءة أو اختيار زوايا تصوير خاطئة من قبل بعض المخرجين، مشيدةً بجمال معظم الممثلات السوريات اللواتي هن بالحقيقة أجمل بكثير مما يظهرن عليه أمام الكاميرا بعكس بعض الممثلات العربيَّات. كما أكَّدت الفنانة الشابة على أنَّها تتابع كل أعمالها على الشاشة، رافضةً في الوقت نفسه انتقاد نفسها كونها تكون راضية جدًّا من أدائها وصادقة عند تمثيل المشهد. السينما السوريَّة بائسة وأشارت رنا الأبيض إلى أنَّ السينما السوريَّة لا تزال في حالة بائسة، منتقدةً في الوقت نفسه القائمين على السينما اللذين يعملون على إدخال عناصر القهر والألم والظلم بشكل كبير فيها، مطالبةً إياهم العمل على بث التفاؤل في الحياة وصنع الفرح والبهجة بدلاً من نشرات الأخبار المليئة باليأس والقهر. وتابعت رنا أنَّه لا يتواجد فيلم سوري إلاَّ وفيه لحظات الهم والألم العميق، متسائلةً لماذا نحن مصرّين على تقديم أنفسنا بطريقة مأساويَّة في السينما على الرغم من أنَّ الظروف ممتازة. الدراما التركية وحول الجدل القائم على الدراما التركيَّة قال رنا أنَّ هذا النوع من الدراما يتميَّز بالمواضيع الحسَّاسة الَّتي يطرحها على المجتمع فضلاً عن قوة التَّصوير والإخراج باستخدام تقنيَّات فنيَّة عاليَّة. وأضافت أنَّ الدراما التركيَّة ساهمت إلى حد كبير بإعطاء الممثل السوري ميزة أضافيَّة وهي استقطاب الجمهور من خلال صوته وأعطته دخلاً إضافيًّا.
