يشكل الإسباني الدولي اندريس انييستا أحد أعمدة فريق برشلونة الإسباني لما يقدمه من أداء مميز وثابت في جميع مباريات الفريق، من خلال تحركاته وسرعته وتمريراته الحاسمة وأهدافه الجميلة. اللاعب "الرسام" كان ضمن المرشحين للفوز بالكرة الذهبية العام الماضي، وكان من بين الثلاثي الذين وصلوا إلى الترشيحات النهائية إلى جانب زميليه تشافي وميسي الذي فاز بها. هذا العام لم يكن ضمن الثلاثي وترك مكانه للبرتغالي كريستيانو رونالدو جنباً إلى جنب مع تشافي والأرجنتيني ميسي الذي يبدو الأقرب للتتويج للمرة الثالثة على التوالي. لكن المتابع لمسيرة انييستا مع برشلونة يرى أنه لاعب مهضوم الحق، فلطالما قدم أداء استثنائياً وكان مفتاح الفوز لفريقه في الكثير من المباريات، لكن المديح وكلمات الثناء تنهال على تشافي أو ميسي، ويكون هو خارج كل هذه الثناءات أو كلمات المديح. مباراة برشلونة أمام سانتسو في نهائي كأس العالم للأندية لم تكن استثناء لحالة انييستا، فقد صال وجال في اللقاء، وأتبع لاعبي الفريق البرازيلي بسرعته وخفته وتمريراته، وفي نهاية اللقاء الذي فاز فيه برشلونة، تم تتويج اللاعبين الأفضل في البطولة، لتذهب الجائزة الأولى لميسي والثانية لتشافي والثالثة لنيمار ويبقى انييستا خارج منصة التتويج في الألقاب الفردية مرة أخرى. "الرسام" كان صاحب هدف الفوز بكأس العالم للمنتخب الإسباني في مرمى المنتخب الهولندي، وكان صاحب الهدف الأشهر في مرمى تشيلسي في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا قبل أعوام، وصنع العديد من الأهداف لميسي وفيا وبيدرو وغيرهم، وكل ما يقدمه اللاعب لم يشفع له بعد في الحصول على جائزة فردية. وللمفارقة الغريبة، فإن لعبة "بلاي ستيشن" لم تعط اللاعب حقه أيضاً فهو لا يملك المهارة والسرعة التي يملكها حقاً في الملعب الحقيقي، وكأن هناك تآمراً على اللاعب وإنجازاته من الجميع. وشاهدنا الكثير من المباريات التي غاب فيها انييستا عن برشلونة، وشاهدنا أيضاً المعاناة التي كانت تصاحب الفريق الكاتالوني في تلك المواجهات، ما جعل انييستا بحق أحد أبرز لاعبي البلوغرانا المؤثرين ويفوق أحباناً كثيرة ميسي وتشافي. ويبدو أن غياب اللاعب عن التمثيل في شركات الإعلان يلعب دوراً مهماً في هذا التغييب الذي يعانيه اللاعب، فهو لا يملك عقود رونالدو مع نايكي ولا عقود ميسي مع أديداس، ولا ارتباطات كاكا مع جيليت.. وكل هذا يلعب دوراً مهماً في تحديد حملة الجوائز الفريدة في الكثير من المحافل الدولية. نتمنى أن نرى انييستا يتوج بلقب فردي، كأن يكون الأفضل في دوري الإسباني، أو في دوري الأبطال أو حتى الأفضل في العالم، فهو لاعب يستحق تلك المكانة نظراً لما يقدمه من أداء مميز مع ناديه ومنتخب بلاده.
